أثبتوا أنهم أقوى من الإعاقة التي يعيشونها من خلال التحلي بالإرادة ورفع التحدي من أجل تشريف الألوان الوطنية لأنهم آمنوا بقدرتهم على صُنع الإنجاز مثلما كان عليه الحال في السنوات الماضية، فكان لهم ما أرادوا من خلال إعلاء الراية الوطنية عاليا هذه المرة خلال البطولة العالمية لذوي الإحتياجات الخاصة التي جرت وقائعها بدبي الإماراتية من 7 إلى 15 نوفمبر الماضي، لتكن سنة 2019 الإستثناء بالنسبة لممثلينا في هذا الإستحقاق الذي عرف تواجد أقوى المنتخبات لأنه محطة مؤهّلة للألعاب شبه الأولمبية المقررة بطوكيو 2020.
حققت العناصر الوطنية نتيجة مُشرفة خلال الموعد العالمي رغم صعوبة المأمورية بعد عودة روسيا لأجواء المنافسة من جديد، إضافة إلى تواجد أقوى المُنتخبات على غرار كل من الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا والصين، يرجع هذا النجاح للرياضيين الجزائريين للإرادة القوية التي يتحلّون بها لأنهم آمنوا بقدرتهم على الصعود لمنصة التتويج، بما أنه لا يوجد مستحيل في الرياضة والميدان هو الفاصل الوحيد ما جعلهم يقدّمون ما عليهم في مختلف الإختصاصات التي كانت مُدرجة ضمن المنافسة العالمية وكان لهم ما أرادوا لأنهم كانوا لُحمة واحدة مثلما جرت عليه العادة.
المركز 15 بـ 16 ميدالية حصيلة إيجابية
تمكن الفريق الوطني من إحتلال المركز 15 من بين 122 دولة شاركت في مونديال دبي بعدما حصدوا 16 ميدالية منها 2 ذهبية عن طريق كل من نسيمة صايفي وهواري بحلاز، 8 فضية، 6 برونزية، وهذه النتيجة كانت كافية لتأهيل 12 رياضي للألعاب شبه الأولمبية القادمة التي ستكون بطوكيو 2020، إضافة إلى كسب النقاط بالنسبة لأسماء أخرى ستجعلهم يبقون ضمن السباق لكسب ورقة التأهل للموعد شبه الأولمبي على غرار كل منتخب الجيدو، كرة السلة على الكراسي، كرة الجرس ....الخ.
للإشارة، فإن النتائج الإيجابية التي حققتها العناصر الوطنية لذوي الإحتياجات الخاصة لم تكن وليدة الصدفة بل ترجع للعمل الكبير الذي قام به كل المؤطرين والتقنيين الذين يُشرفون على الفرق الوطنية في كل الإختصاصات المقدر عددها بـ 12 رياضة، إضافة للدور الكبير للمسؤولين على رأس الإتحادية التي قامت بكل ما في وسعها من أجل توفير المحيط الملائم للوصول لهذه النتائج المشرفة بالرغم من التراجع في سلم الترتيب العالمي، إلاّ أن ذلك عادي بالنظر للمنافسة القوية خلال الطبعة الأخيرة لأنها مؤهلة للألعاب شبه الأولمبية 2020، حسبما أكده المسؤول الأول على رأس الهيئة محمد حشفة عندما نزل ضيفا على جريدة «الشعب»، في الأيام القليلة الماضية.
الإستقرار والجو العائلي ساهم في النجاح
كما قامت الفيدرالية بتشبيب بعض الفرق الوطنية من خلال إدراج أسماء جديدة لم يسبق لها المشاركة في الموعد العالمي ما جعل الأمور تتغير لكن النتائج كانت إيجابية بالنظر للإنسجام الذي كان موجود بين الكوادر والأسماء الشابة وهذا الجو العائلي ساهم في فرض الإسقرار والتناسق بين الرياضيين الجزائريين، وقلّل من نسبة الضغط بما أن المأمورية لم تكون بتلك السهولة التي يتوقعها البعض لأن الأمور مختلفة بالنسبة لهذه الشريحة التي تحضر في ظروف خاصة وبمعدات وآلات تختلف على التحضيرات بالنسبة للأسوياء حسب ما قاله حشفة «النتيجة المحققة خلال بطولة العالم التي جرت بدبي أكتوبر الماضي جد إيجابية والدليل من خلال الحصيلة المُكتسبة من عدد الميداليات، إضافة إلى تأهل 12 عنصر للألعاب شبه الأولمبية المقرر بطوكيو 2020».
واصل محدثنا قائلا، في ذات السياق «منحنا الثقة اللازمة للرياضيين بمساعدة الكوادر من أجل الدخول بقوة في جو المنافسة حتى لا يشعروا بالضغط ويكون التركيز على المنافسة في الميدان، كما عملنا على توفير المحيط الملائم لأن المأمورية ليست بالنظر للتطور التكنولوجي الحاصل في مختلف دول العالم والتي لا نستطيع أن نوفرها بالنظر للإمكانيات المادية الموجودة لدينا، هذا ما يعني أن النتائج التي حققها الرياضيون كانت إبجابية وسنعمل على ضمان أفضل تحضير للموعد شبه الأولمبي حتى نواصل تشريف الراية الوطنية».
تألق قاري يؤكد العزيمة القوية
كما كانت نتائج قارية أخرى تُحسب لفئة ذوي الإحتياجات الخاصة أو ذوي الهمم مثلما أصبحت تلقب على غرار البطولة الأفريقية لألعاب القوى لأبطال التحدي من الصم (الإعاقة السمعية) التي جرت وقائعها بكينيا شهر سبتمبر الماضي الذين شرفوا الجزائر في صورة كل من محمد ناصر فاز ب 3 ذهبيات في سباق 110 حواجز، ديدون عبد الله برونزية في 800 متر وبرونزية في التتابع 400 متر ما يؤكد التألق اللافت لرياضيين ذوي الإحتياجات الخاصة في كل المواعيد والتظاهرات التي تواجدوا بها خلال سنة 2019، وهذا ليس بالأمر المفاجئ لأنها أصبحت عادة بالنسبة لهم خلال السنوات الأخيرة الماضية والأكثر من ذلك أنهم أهدوا للجزائر في الموعد شبه الأولمبي أفضل بكثير ما حققه الأسوياء في الأولمبياد والنتائج خير دليل على ذلك.