أكّد الفنان عبد الحميد رابية في حديث مع «الشعب» أنّ ما يعرض في رمضان على مختلف القنوات الجزائرية، هو تكرار لنفس البرامج التي تكرس الرداءة والتهريج، مشيرا إلى أّنها أعمال بعيدة عن الهوية والثقافة الجزائرية، من حيث المضمون والشكل والألبسة أيضا التي لا تتماشى وتقاليد المجتمع الجزائري.
تأسّف الفنان عبد الحميد رابية لما يعرض من أعمال تلفزيونية سواء دراما أوكوميديا أو كاميرا خفية، مؤكدا بأنها تؤدي إلى التهريج والتهكم والسخرية في أغلب الأحيان، وقال بأنه كل سنة نكتشف وجوها جديدة وهو شيء جميل، إلا أن الأسوأ في نظره أن هذه الوجوه لا تعمل على الاستمرارية في مجال الإبداع، ومواصلة حمل مشعل من سبقوهم، وهو ما سيقف حائلا أمام ظهور فنانين لهم صيتهم في المستقبل.
عبد الحميد رابية أكّد بأنّ برامج هذه السنة تختلف عن البرامج السابقة من حيث المضمون والشكل والألبسة، والتي اعتبرها المتحدّث وقاحة بالنسبة للثقافة الجزائرية، مطالبا بضرورة تنمية الفعل الثقافي، وأشار إلى أنه من المتفرّجين الذين يظلون يبحثون في القنوات الجزائرية عن أعمال درامية وحصص لمشاهدتها، إلا أنه في الأخير يكتشف بأنه لم يشاهد شيئا ـ كما قال ـ وما يعرض لا يليق بالعائلات الجزائرية.
الاستغناء على تجربة الفنّانين المخضرمين خطأ فاضح
وأعاب المتحدّث على الاعتماد على نفس الوجوه الفنية كل سنة، مؤكّدا بأن الاعتماد على الطاقات والمواهب الجديدة بحاجة إلى التشجيع والارتقاء بها، والاحتكاك بينها وبين الفنانين القدماء، وتأسّف في ذات السياق لوجود قطيعة بين الجيل الحالي والجيل القديم من الفنانين، وهو ما أدّى إلى ظهور جيل بدون تكوين يعتمد على الارتجالية في ظل غياب كلي للكتابة الدرامية وكتابة السيناريو.
«كل من هبّ ودب يكتب سيناريوهات ويمثل»، هذا ما أكّده الفنان عبد الحميد رابية، مشيرا إلى أنّ الكتابة لها قواعدها وأسسها ومرجعيتها، وقال بأن الفعل الثقافي في الجزائر يسير من سيء إلى أسوأ، ومن الرداءة إلى الرداءة، وهو ما نتج عنه غياب كلي للدراما الجزائرية الحقيقية، التي باتت تعتمد على الارتجالية التي لا يمكنها أن تخلق النوعية والجودة، والأعمال الفنية الإبداعية، مبرزا بأن المشاهد الجزائري بات يتساءل اليوم عن الأسباب الكامنة وراء رداءة أغلب ما يقدم على القنوات التلفزيونية في هذا الشّهر الفضيل.
أعمال تنتج في سرية ولا تعرض على لجنة قراءة السيناريوهات
الفنان عبد الحميد رابية، وفي سؤالنا حول المقاييس التي يعتمد عليها القائمين على القنوات التلفزيونية لعرض الأعمال الفنية من مسلسلات وحصص فكاهية، قال إنّه في بادئ الأمر لا يجب انتظار شهر رمضان لإنتاج أعمال فنية، مشيرا إلى أن هناك مسلسلات تنتج في سرية ولا أحد يعلم بها، ويرى المتحدث بضرورة تقديم أعمال فنية مستمرة ومتواصلة وعدم الاعتماد فقط على الشهر الفضيل، مطالبا بضرورة اطلاع لجان القراءة على السيناريوهات، قبل عرض الأعمال التلفزيونية على القنوات الجزائرية.
فحسب الفنان عبد الحميد رابية هناك تقهقر في اللغة العربية من حيث الحوار المعتمد في أغلب الأعمال التلفزيونية، كما أشار إلى سوء برمجة توقيت الأعمال الدرامية، والتي تبث أغلبها في توقيت واحد، ما يجعل من المستحيل على العائلات الجزائرية ـ حسب المتحدث ـ مشاهدة كل ما تبثه القنوات التلفزيونية من دراما وكوميديا وحصص.