فكيرة بشير مهندس دولة في الإعلام الآلي لـ«الشعب» :

سلطة الضّبط للسّمعي البصري مطالبة بوضع حد لمهازل «كاميرا كاشي»

سعيدة: ج ــ علي

هناك أفكار برامج ومسلسلات تلفزيونية تنتجها بعض القنوات الجزائرية الخاصة بغية تقديم الفرجة والمتعة للمشاهد لكنّها عدوانية ومنحطّة بسبب استعمال شخصياتها المصطلحات الدنيئة التي لا تمت بصلة للمجتمع الجزائري، والتي تغرس فيه عادات سيّئة لا تتماشى والقيم الأخلاقية. وبالتالي يجب إعادة النظر في بث مثل هذه البرامج وصياغة محتواها وتحويلها إلى حصص هادفة، تعليمية، تربوية وأخلاقية. كما يجب التفكير في تطوير أفكار الحصص والبرامج مستقبلا، وتجنب العادات السيئة التي تقدمها بعض هذه القنوات للمشاهدين. يرى فكيرة بشير مهندس دولة في الإعلام الآلي ورئيس مصلحة بولاية سعيدة، أنّ «على الفضائيات في شهر رمضان تقديم برامج متنوعة مرتبطة بالمناسبة لإعطاء نكهة خاصة للشهر الكريم وإعطاء البعد الديني للمناسبة». لكن يتأسّف قائلا في تصريح لـ «الشعب» بقوله: «بعض هذه القنوات الفضائية وفي تركيزها على جلب المشاهد تقوم بإنتاج برامج ذات طابع ترفيهي على رأسها حصص الكاميرا الخفية، التي أخذت حيّزا كبيرا في حجم البرمجة ولكنها للأسف الشّديد انفردت في الآونة الأخيرة بتجاوزها لبعض الخطوط الحمراء، واستعمالها لمشاهد غير لائقة، سعيا منها لجلب أكبر قدر ممكن من المشاهدين دون مراعاة شعورهم، خاصة وأن المجتمع الجزائري مجتمع محافظ في أغلبه ولا يرضى أبدا بالعادات الدخيلة رغم التطور الحاصل في العالم». وعليه، يقول فكيرة، فإن أغلب الفضائيات الخاصة تعمد وفقا لمبدأ «كل ممنوع مرغوب» على إثارة حساسيات داخل المجتمع متجاوزة الرسالة الإعلامية الهادفة الرامية لتنويره.
وعلى المجتمع المدني التحرك في إطار منظم وحضاري وتقديم شكوى إلى سلطة الضبط السمعي البصري للمطالبة بوضع حد لهذه المهازل التي تؤثر سلبا على سيرورة المجتمع، وعلى استقراره وتحضره، وكذا إلزام الجميع بمدونة أخلاقية أو ميثاق شرف تعمل به جميع الفضائيات الخاصة والعامة ووضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها، تلك المتعلقة بالعرض أوعدم السب أوالقذف أوالمساس بكرامة الناس بأي شكل من الأشكال.
علينا، يقول فكيرة «أن نعيد النظر في منظومتنا الأخلاقية التي يهدّدها الاستهتار بسبب هذه البرامج التي لا تراعي هوية المجتمع وموروثه الحضاري الضارب في التاريخ».
ويواصل بشير فكيرة حديثه قائلا: «فالأمور هذه السنة أخذت منحى خطيرا، وأصبحت الحصص تروّج للعنف بكل أنواعه وتعطي انطباعا سيئا عن المجتمع الجزائري خصوصا أنّ كل القنوات التي تبثها فضائية ويتابعها أشقاء من دول عربية وحتى أجنبية، وما زاد الطين بلة هو تزامن عرض الحلقات مع وقت الإفطار حين تكون الأسرة كلها مجتمعة حول المائدة، وهناك بعض المواقف التي تخدش الحياء، كما أنه من غير المعقول فبركة مقالب وخدع ترويعية دون مراعاة الحالة النفسية أو الصحية للشخص الذي تنفّذ في حقه التمثيلية، بل وحتى صاحب المقلب معرض للخطر ولا يتوقع كيف تكون ردة فعل الضحية». وأجزم يضيف: «أن من يحيك السيناريو لم يضع في حسبانه جلب طبيب أو ممرض في حالة تطورت الأمور؟ هناك من يعانون من أمراض في القلب وارتفاع في الضغط الدموي وغيرها...كما أن هناك شيء آخر، يتحدث صاحب المقلب عمّا يسيء لسمعة الضحية ويتهمه بأشياء قد يفندها أو يكذّبها، وهي أمور شخصية قد تحرج صاحبها أمام الملايين وبعد أن تشيع الفاحشة، نقول: هذه مجرد كاميرا مخفية وهذا أمر غير معقول تماما».               

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024