يعتقد الممثل المسرحي المخضرم الأستاذ لحسن شيبة، أن المسرح الجزائري لعب دورا هاما في إثراء الحركة الثقافية الإنسانية بمجموعة كبيرة الفنية والمسرحية الخالدة، والتي جعلته رائدا من رواد المسرح العالمي خاصة إذا ما تحدثنا عن حضور الثورة التحريرية في أعمال فنية مسرحية راقية روجت للقضية الوطنية ولأبعادها الإنسانية الصرفة.
ويؤكّد المسرحي شيبة لحسن ضيف جريدة» الشعب»، بخصوص الاختلاف والتباين في الإبداع الأدبي والفني بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والازدهار، والمصادف لتاريخ اليوم الاثنين 21 ماي، أن الأعمال المسرحية المتنوعة بالجزائر جعلت الإنسان ينتصر من قيود الاستعمار والبغي والظلم، فبدايات الفرق المسرحية الأولى كانت تحكي الإنسان وهنا ظهرت مسرحيات كثيرة على مسرحيات تاريخية ترك أثار كبيرة في نفوس الجزائريين كمسرحية «أول نوفمبر»، «دسائس الاستعمار» وكذا مسرحية «في سبيل الوطن».
وكلّها مشاركة يضيف شيبة تكرّس وترسّخ للتنوع الثقافي، وتجسّد معنى التراث الإنساني الذي ينطلق من التحرر والسعي للحرية، وهذا مهم - حسبه - لأنّه تراث وثقافة إنسانية، ويستدل ضيفنا بتجربته المسرحية بمسرح باتنة الجهوي، حيث أكّد بأن بدايات مسرح باتنة الجهوي رسّخت لقيم التعايش والتنوع الثقافي والإنساني من خلال عدة أعمال فريدة من نوعها على غرار مسرحية «النار والنور» للدكتور صالح لمباركية التي تطرّقت لقيم إنسانية مشتركة في العالم.
وعاد المبدع شيبة لحسن الذي درس المسرح وتخصّص فيه إلى أيام دراسته بمعهد الفنون والمسرح إلى بعض المقاييس التي درسها رفقة نخبة من زملائه الممثلين والفنانين، حيث تعلّموا معنى التعايش الفني والتنوع الثقافي والإبداع الفني بعيدا عن اللغة والجنس والدين...إلخ، وذلك من خلال تجارب بعض المسارح العالمية على غرار المسرح الإنجليزي الذي يعتبر من أثرى المسارح عالميا في القيم الإنسانية والتنوع الثقافي التي قادها الفنان العالمي شكسبير، بالإضافة إلى عدة أعمال فنية ومسرحية جعلت منهم كممثلين يقفون في الصفوف الأمامية عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان المختلفة والنضال من أجل الحرية.
ويستدل ضيف جريدة «الشعب» في إطار التنوع الثقافي بمشاركته في عدة مهرجانات وتظاهرات فنية وثقافية ومسرحية بمختلف دول العالم ولقائه لعدة فنانين من روسيا وأمريكا وفرنسا وغيرها، جعلته يكتشف أن الفن يعني الإنسانية وقيمها ومبادئها، وساعد في نشر هذا المفهوم عالميا الطفرة التكنولوجية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكّد الفنان شيبة لحسن أنّ المسرح الجزائري لم يمارس يوما عليهم كفنانين أي قيود ورقابة، وذلك من خلال مسيرته لمدة تزيد عن 30 سنة كممثل مسرحي محترف، مؤكّدا أن الرقابة غير مباشرة موجودة في كل مسارح العالم، والتي تتمثل في عدم التوزيع أو التمويل أو عدم قبول الممثل كمخرج لعروض مسرحية معينة أما من ناحية المواضيع وغيرها، فلم يسجل أي قيود خاصة عندما يتعلق الأمر بنقل القيم الإنسانية من خلال العروض المسرحية والدفاع عنها ركحيا، مشيرا أن القيود الوحيدة تتمثل في نظره في عدم قبول الجمهور للعرض المسرحي مثل طرح القضايا الفلسفية هل تستطيع أن تمررها للجمهور يهوى الكوميديا خاصة السطحية منها.
ويؤكّد شيبة أنّ دور الفنان والمثقّف دور ترميمي وتنويري في كل المجتمعات، وهو دور مهم ومؤثّر للغاية رغم صعوبة هذه المهمة في الوقت الراهن من خلال صراع الحضارات الموجود حاليا في العالم يؤدي بالضرورة إلى خلق صراعات ومشاكل تصعب من عملية الترميم التي يقوم بها الفنان عبر كل مراحل تطور المجتمع، ليحمل بذلك الفنان والمثقّف على عاتقه رسالة ولواء الإصلاح ليلعب المتنور الواعي دوره الذي يجعل من الإنسانية المكانة العليا، ليقدّم ثقافة صرفة للمجتمع الإنساني.