يرى معتز بالله بن غالية، باحث دكتوراه بالمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، الانثروبولوجيا والتاريخ، وأستاذ جامعي، أن وسائل الإعلام بالجزائر لا تواكب الإنتاج الثقافي من حيث مفهومه الواسع بمنطقة الاوراس التي لم تحظ بالاهتمام الكافي من طرف وسائل الإعلام المكتوبة أو السمعية البصرية ولا بثقافتها، أن وجد ذلك غالبا ما يكون بطريقة سطحية التناول.
وأرجع الباحث أسباب هذا التهاون إلى عدة عوامل منها «غياب مجلات وجرائد محلية بالمنطقة، وتأخر ظهور الإذاعات الجهوية إلى جانب مركزية الإعلام خاصة منه السمعي البصري وغيرها.... «
وذكر المتحدث في تصريح لـ»الشعب» بأن أن المنتوج الثقافي بمفهومه الواسع، لم يحضا منذ الاستقلال بالاهتمام الكافي من طرف الإعلام على الرغم من عراقته وتصنيف هذه المنطقة من أثرى المناطق ثقافيا في شمال إفريقيا. إذ تتميز يقول بطبوعها الموسيقية والغنائية والآثار المادية كمنطقة تيمقاد بباتنة ومواقع ما قبل التاريخ كموقع الحلازونيات والقبور الميقاليتية بمنطقة بغاي بخنشلة والتي يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد بالقرب من موقع قصر الملكة ديهيا واللذان لم يستوفيا حقهما من الإعلام، هذا إضافة إلى ما أنجبته المنطقة من أدباء وفنانين لم يحضوا بالاهتمام المطلوب إعلاميا.
أردف محدثنا قائلا: «بأنه على الإعلام مواكبة الإنتاج الثقافي بمفهومه الواسع أي منتجات الثقافة العالمية أو منتجات الثقافة الشعبية، وتكون بالتعريف به وتحليله ونقده، مشيرا بالمناسبة «إلى وجود ضبابية تلف المشهد الثقافي بالاوراس وتميزه بسطحية التناول الإعلامي، على الرغم من تنوعه وعراقته واعتباره من أثرى المناطق ثقافيا في الجزائر وشمال إفريقيا.
لكن وبالرغم من ذلك يقول بن غالية: «إننا نشهد في الفترة الأخيرة مع الانفتاح الإعلامي وبروز محطات تلفزيونية الخاصة بداية الاهتمام بما تزخر به المنطقة من مخزون ثقافي مهم، وذلك على الرغم من استحالة تدارك ما ضاع من تراث مادي ولا مادي أوراسي لم يسلط عليه الضوء إعلاميا في الوقت المناسب.
وختم محدثنا بالتأكيد على أن «الاستثمار في الجانب الثقافي، يعتبر من أهم جوانب التنمية المستدامة في أي منطقة وليس هناك كالإعلام للتسويق له وتدعيمه وتشجيعه».