يرى الشّاعر والقاص اليامين أمير أنّ الشعر بخير في الجزائر لكن صناعه في حاجة إلى استدراك المسار والخروج من دوامة «الكل على حق»، كما يكشف لنا من خلال هذا الحوار نظرته لواقع الشعر والشعراء، وكذا النقد اليوم في الجزائر وهي تحيي ككل المعمورة اليوم العالمي للشعر.
❊ الشعب: من هو الشّاعر اليامين أمير؟ وما هي حكايته مع الكتابة والشعر؟
❊❊ الشّاعر اليامين أمير: في البداية أود أن أشكر جريدة «الشعب» على اهتمامها بالإبداع والمبدعين، والشكر الخاص لك الأستاذة حبيبة على منحي هاته الفسحة الجميلة لنتحدث معا عن حكاية الشعر والإبداع في الجزائر. إذا كنا سنتحدث عن الشعر كحالة إبداعية بعيدا عن المفاهيم الجاهزة والتعريفات الضيقة، فإني أستطيع القول إن اليامين أمير شاعر يكتب القصة أو هكذا كنت قبل سنوات حينما بدأت الكتابة في تسعينات القرن الماضي ثم توجهت إلى تجربة كتابة أخرى وهي القصيدة النثرية، بالنسبة لي الكتابة أسلوب حياة، والحياة لا تخلو من التجارب لذلك المبدع يخوض كل هاته التجارب.
❊ ما هي نظرتك للشّعر والشّعراء اليوم بالجزائر؟
❊❊ أعتقد أنّ الشعر بخير في الجزائر وهو حسب رؤيتي الذاتية في تطور لأنّه ببساطة تعدى مفهومه التقليدي. الشعر الآن لا يقتصر على الوزن والقافية مع أن الشعر الموزون أيضا بكل أنماطه يشهد صحوة جديدة، المشكل عندنا ليس في الشعر فالشعر في نمو مستمر، المشكل بين صنّاع الشعر لأن كل فئة تعتقد أنها الأحق والأجدر بهاته الصناعة.
❊ هل ما ينظم من ملتقيات ومهرجانات يوفي الشّاعر حقّه؟
❊❊ بالنسبة لملتقيات الشعر فأنا أرى أنّها تساهم مساهمة كبيرة في تحريك عجلة الثقافة عموما والأدب بصفة خاصة لأنه حتى جمهور الشعر يختلف عن جمهور المسرح مثلا أو السينما. أصبح الشعر يوازي العديد من مهرجانات الفن والسينما وكذا صالونات الكتاب فتقام أمسيات شعرية على الهامش هل هو تقليد جديد وهل يخدم حقا هذا الشعر؟
كل المبادارات التي تقام سواء على مستوى المؤسسات أو الجمعيات هي تخدم الشاعر بطريقة ما، وهذه الملتقيات تتطور أكيد مع الوقت وتستمر أكثر في الكلمة، وهذا خدمة للكاتب.
❊ أين النقد من الأعمال الشّعرية المقدّمة حاليا ونحن في زخم كبير من نشر الدواوين؟
❊❊ أعتقد أنه لم تزل هنالك شبه قطيعة بين النقد والإبداع بصفة عامة ومع الشعر تحديدا لأن أغلب المهتمين بالنقد إما يتجهون نحو الأعمال الروائية، وإما يكون اتجاههم إلى دواوين لشعراء من خارج الوطن، وهذه إشكالية أيضا وفي اعتقادي أن النقد في الجزائر لم يكن توأم النص الإبداعي لذلك توجد هاته الهوّة بينهما.
نشهد حاليا إقبالا كبيرا على كتابة الشعر والاصدار أيضا في غياب لجنات القراءة والتوجيه، وكذا تسويق الأعمال عبر الانترنت، هل هذا يضر بعالم الشعر؟ لا شيء يضر بالشعر يا صديقتي فالزمن كفيل بغربلة النصوص، ولكن الكاتب قد يضر بنفسه وهنا أتحدث عن الكاتب بصفة عامة فالأعمال التي لا ترقى إلى المعيار الجمالي وذوق القارئ أكيد ستهمل، وهذا يضر بالكتاب.
❊ وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
❊❊ قلت إنّ الكتابة أسلوب حياة والحياة انتقال في التجربة، وأنا أحاول أن انتقل من القصة إلى الشعر وربما الرواية مستقبلا، أما المشاريع المخطط لها حاليا هو البحث عن ناشر لنشر مجموعة قصصية جديدة، وربما لأول مرة منذ 2008 بداية دخولي عالم قصيدة النثر لم أفكر يوما في إلصاق كلمة شعر بكتاب قد أنشره يوما، ولكن أعتقد أنّي سأفكر بذلك.