يرى المخرج المسرحي سمير زموري أن هناك فهما خاطئا أو قاصرا لدى البعض حول مسرح الطفل، بأنّه لحظات من اللهو والمرح من قبيل التهريج والفكاهة، مبرزا أنّ هذا النوع من المسرح في أوروبا يلجأ إلى توظيف الكوميديا من الأغاني الجماعية الصاخبة، ومن الحوار الدائر بين الشخصيات في نهاية العرض أو على فترات متقطّعة تثير داخل المتلقين الراحة والفرجة.
وعقّب زموري قائلا: ونحن في الجزائر أشهر المسرحيين يفتتحون عروضهم بفن التهريج على حساب الرسالة والقيم الجوهرية، ولهذا لا نرى حضورا فاعلا ومؤثرا لمسرح الطفل داخل المجتمع الجزائري، لعدّة أسباب أهمها طغيان الكوميديا من جهة وضعف النصوص وتراجع الإخراج الإبداعي من جهة ثانية، وهذا راجع بدوره إلى غياب التخصص ودخول مجال المسرح الموجه إلى الطفل من باب الهواية، غير منتبهين إلى أن الطفل متلقي ذكي من الدرجة الأولى ولا يجامل أحدا.
يؤكّد محدّثنا أنّ «العروض المسرحية الموجهة لأطفال الأمس القريب، كانت تتميّز بالجودة والنوعية سواء من حيث النصوص أو الممثلين، أما المسرحيات المنجزة اليوم وعلى غرار مسرح الكبار فهي وإن كانت تشمل بعض التجارب الناجحة، إلا أنها لا تخدم اللحظة، كما أنّها تخضع في أغلبها لمعطيات ظرفية خاصة بموسم مسرحي أو بتظاهرة معيّنة، وقليلا ما نشاهد أعمالا مسرحية تنشيطية وتوعوية وتربوية».
كما اعتبر أنّ الحاضر المسرحي والكثير من النصوص تستخف بقدرات طفل اليوم، كما أنّها لا تراعي مستواه العقلي أو التطورات السريعة في بيئته، مبرزا أن فكرة إدخال التقنيات الحديثة التي تتيحها التكنولوجيات الجديدة في مختلف المجالات الابداعية المختلفة، أصبحت ضرورة حتمية وخطوة مهمة في مختلف مجالات فنون الاتصال والتواصل المتعدّدة.
ثم عاد ليوضح في الختام أنّ مسرح الطفل خطابا تربويا يساهم في مجال بلورة شخصية الطفل علاوة على ما يحققه من إشباع لرغباته في اللهو والمرح والتعبير وتنمية الإحساس بالجمال الأدبي والفني في نمطه الحياتي، وهذا