«الشعب»: يلاحظ في المدة الأخيرة عودة قوية لمسرح الأطفال، هل هذا صحيح؟
عون لخضر: المسرحيات المخصصة للأطفال والمنتجة من أغلب المسارح الجهوية إلى الواجهة، خاصة أثناء العطل المدرسية، راجع الى وجود جمهور غفير من هاته الفئة اذا تمت مقارنتها مع مسرح الكبار الذي تقهقر جمهوره بشكل واضح، ومسرح العلمة الذي أديره فنيا لاحظ هذا وتجاوب مع الواقع الجديد من خلال تنظيم عروض خاصة بفصل الشتاء.
وبكل صراحة، فإن عزوف الجمهور عن مشاهدة العروض المسرحية الخاصة بالكبار أصبح إشكالية حقيقة أمام كل ممارسي الفن الرابع، والكثير من المهتمين بالمسرح في الجزائر من نقاد مسرحيين أرجعوا سبب هذا العزوف إلى العشرية السوداء التي مرت بها الجزائرفي التسعينات والتي أتت على الأخضر واليابس بما فيه الثقافة والمسرح.
ماهي الأسباب التي تقف وراء عزوف الجمهور عن متابعة الفن الرابع،في نظركم؟
رأيي بكل صراحة كممارس لهذا الفن، أعتقد بأن مشكلة عزوف الجمهور راجعة إلى عدة اسباب منها، أن معظم ما أنتجه المسرح الجزائري من 2004 إلى 2011 مرورا بسنة الجزائر العربية للمسرح 2007، وتلمسان عاصمة الثقافة العربية سنة 2011 عبارة عن مسرحيات معظمها اتخذت المدرسة الكلاسكية منهجا لها فكانت معظمها بالعربية الفصحى، وبالتالي ظهرت وكأنها غريبة وبعيدة كل البعد عن ما يعيشه الجزائري في الواقع اليومي وهذا افقدها وهجها وجاذبيتها.
ماهو المنتظر من العودة القوية لمسرح الطفل في بلادنا؟
لقد جاء الاهتمام الآن بمسرح الطفل الذي نرى بأنه متعطش للفن الرابع، وأظنّ بأن العطل المدرسية غير كافية في هذا المجال، لذا اعتقد أنه من وجب عليّ وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة تفعيل قانون الشراكة بين القطاعين، وهي الشراكة التي من شأنها أن تساعد المختصين في الاهتمام بهاته الشريحة التي نرى فيها مستقبل الغد، خاصة والتطور التكنولوجي وولوج هاته الفئة الحساسة والنشيطة في المجتمع، بعالم الأنترنات أصبح يتطلب منا الكثير من الجهد، ومن البحث لتطوير مسرح الطفل باستعمال تقنيات جديدة وحديثة مسايرة للعصر الحديث بعيدا عن التقليد من جهة، واستغباء الأطفال من جهة أخرى، وبهذا فإن الاهتمام بالناشئة في مجال المسرح، من شأنه أن يدفع بالفن الرابع في بلادنا إلى الأمام، والعودة الى سنين ازدهاره، وهذا ما يعمل عليه كل الفاعلين في المسرح للعودة الى الايام الجميلة، ويكون ذلك بمثابة دفعة قوية له لتحقيق الطفرة، ولكل هذا بتضافر جهود الجميع بداية من المدرسة والبيت، وصولا إلى وزارة الثقافة والمسارح الجهوية المنتشرة عبر التراب الوطني، وكذا الكتاب المسرحيين الذين يطلب منهم بذل جهود في مجال كتابة النصوص التي تهمّ الطفولة والشباب المراهق لتحقيق الهدف المرجو.
هل من كلمة أخيرة؟
اشكر جريدة «الشعب» على هذه الالتفافة، وهذا الملف الذي جاء في وقته وهذا ليس غريبا عليها وأتمنى لها كل التوفيق.