أكّد رئيس حركة المسرح بالقليعة السيناريست والمخرج المسرحي يوسف تعوينت، أنّ مسرح الطّفل حقّق قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة من خلال جملة من المعطيات الميدانية مقارنة مع مسرح الكبار الذي انتعش هو الآخر، إلاّ أنّ عوامل مختلفة حالت دون تطوره بشكل ملحوظ.
وبالرغم من التألق اللافت لمسرح الطفل بفعل عوامل متعددة، إلا أنّ السيناريست يوسف تعوينت يعتبر ذلك غير كاف لترقية هذا النمط الفني، باعتباره يلعب دورا حسّاسا في تربية النشئ وغرس مفاهيم الوطنية والتعايس والتسامح في أذهانهم، بحيث طالب يوسف تعوينت بضرورة تدريس أب الفنون بالمؤسسات التربوية على غرار ما هو حاصل مع الفن التشكيلي والموسيقى، وهي كلها فنون يمكنها ترقية أذواق التلاميذ وتهذيب تصرفاتهم وعلاقاتهم بالآخر. وقال يوسف تعوينت بهذا الشأن بأن المسرح أولى بالدراسة والتخصص بالنظر إلى مساهمته في تنشئة الأجيال وفق مسار موجه وسليم.
كما تأسّف السيناريست يوسف تعوينت لانعدام مسرح جهوي بولاية تيبازة بالرغم من الاهتمام البالغ لعدة جمعيات محلية بهذا الفن، وهو المؤسسة التي بوسعها تنشيط الحركية المتواصلة في هذا النمط الفني، وتسطير برنامج ثري للممارسة والتكوين في المسرح بالتنسيق مع مصالح التربية الوطنية والشباب والرياضة، إضافة إلى مصالح التكوين المهني والثقافة أيضا، الأمر الذي يمكنه توفير أجواء مثلى لممارسة أب الفنون على أرض الواقع لفائدة البراءة وبتقنيات أكثر ملاءمة لمختلف الحالات المطروحة، كما يساهم المسرح الجهوي أيضا في الدفع بالجمعيات المحليات للمشاركة في كبرى المهرجانات الوطنية والدولية من منطلق تلقّيها لتكوين عال بفعل الاحتكاك والممارسة وتوفر التقنيات والديكور، بالتوازي مع تنظيم قوافل مسرحية نحو مختلف المناطق لتقديم عروض مسرحية راقية لاسيما وأنّ العديد من الأطفال ليسوا على دراية بطبيعة المهرّج ودوره في جزائر 2018، بحيث حصل وأن هرب بعضهم منه مؤخرا خوفا من الأذى، فيما يسعى المهرّج جاهدا من أجل زرع البسمة والفرحة في الأطفال.
وعن العوامل التي ساهمت في بروز مسرح الطفل في السنوات الأخيرة لاسيما خلال العطل المدرسية، قال يوسف تعوينت بأنّ هذا النمط المسرحي ليس مكلفا مثل ما هو الحال بالنسبة لمسرح الكبار الذي يتطلب ديكورا راقيا وعددا أكبرا من الممثلين، الذين يتلقّون تعويضات مالية قد تكون معتبرة أحيانا نظير جهودهم، كما يتطلّب مسرح الكبار وسائل نقل أكبر حينما يتطلب الأمر التنقل الى مناطق بعيدة لتقديم العروض، الشيء الذي لا ينطبق إطلاقا على مسرح الطفل الذي يجسّد على أرض الواقع بامكانيات مادية ومالية جدّ بسيطة وبعدد أقل بكثير من مسرح الكبار فيما يتعلق بالممثلين، كما أنّ الرسائل التي يتضمنها مسرح الطفل تعتبر تربوية تثقيفية بشكل عام، وتنعدم فيها المصطلحات السوقية غير المحبّذة، الأمر الذي ساهم في إقبال الطفل عليه، ناهيك عن كونه قابلا لتوقير الأموال للجمعيات الممثلة له بفعل الإقبال المتزايد عليه على عكس مسرح الكبار الذي تنفر منه عدّة فئات لأسباب مختلفة من بينها الرسائل السياسية غير المقنعة والألفاظ السوقية غير المحبّذة، في حين يتحول الممثل في مسرح الطفل الى مربي للأطفال بطلاقة كبيرة، ويتطور أسلوبه ومنهجه في توصيل الرسائل التربوية أكثر حينما يلاحظ اهتمام البراءة بفنه وعمله ممّا يساهم في ترقية هذا النمط الفني مع مرور الزمن.
وما تجدر الاشارة إليه هنا، أنّ معظم الجمعيات المسرحية النشطة بإقليم ولاية تيبازة تهتم بمسرح الطفل، ونادرا ما تنتج عرضا مسرحيا لفئة الكبار.