شهد قطاع الثقافة بالمسيلة خلال السنة الجارية العديد من النشاطات والأحداث كان أبرزها تعيين الأستاذ رابح ظريف مديرا للقطاع، بعد أن كان يشغل منصب مدير متحف نصر الدين ديني، هو ما أعطى دفعة قوية لمختلف النشاطات وتحوّل الثقافة إلى سلوك وحدث يومي متواصل ولا يقتصر على المناسباتية فقط، بل تعداه إلى نشاطات شبه يومية عبر العديد من البلديات المنتشرة عبر تراب الولاية وحتى النائية منها.
أكد مدير الثقافة لولاية المسيلة رابح ظريف في حديث لـ«الشعب» انه ومنذ تعيينه على رأس قطاع الثقافة بالمسيلة خلال السنة الحالية عمل جاهدا على أن تكون الثقافة سلوك وحدث يومي مستمر ومتواصل تماشيا وتعليمات وزير الثقافة عز الدين ميهوبي ووالي الولاية حاج مقداد الذي شدّد هو الآخر على أن لا تكون الثقافة في المناسبات فقط، بل حدث وسلوك يومي لأنها تعتبر ـ حسبه ـ من واجب الدولة تجاه المواطن والتاريخ والهوية الثقافية، وأشار المتحدث إلى أن إحياء المناسبات الوطنية والدينية وغيرها من الأعياد الوطنية تندرج في إطار ما جاء به الدستور المعدل مؤخرا بإشراف فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في شهر فيفري سنة 2016، حول الحق في الثقافة حيث أصبحت الثقافة حقّ دستوري للمواطن مثلها مثل التعليم والصحة والرياضة وهي حقوق تضمنها الدولة الجزائرية للفرد والإنسان الجزائري.
واعتبر رابح ظريف استغلال الإمكانيات التي تزخر بها الولاية ضرورة حتمية لتنشيط ساحة ثقافية مستقرة ومستمرة ولم ينفِ مدير الثقافة وجود صعوبات وعراقيل واجهه أثناء استلامه مهمة ترأس القطاع، خاصة وأن عملية الاستلام كانت منتصف السنة، إلا أن هذا لم يقف حجرة عثرة أمام إنقاذ ما يمكن إنقاذه والقيام بأول خطوة ثقافية لتحريك الساحة ثقافيا.
برنامج ثقافي ثري ومتنوع
أشار رابح ظريف إلى انه ومنذ تعيين على رأس القطاع قام ببرمجة العديد من الأنشطة الثقافية لتحريك الساحة الثقافية التي كانت تعرف شبه ركود ثقافي مناسباتي، حيث قام ببرمجة ليالي صيف المسيلة كأول خطوة لقيام أول نشاط من نوعه على تراب الولاية، ودام لأكثر من شهر كامل شارك فيها العديد من الفنانين والفرق المسرحية والجمعيات والفرق الفنية والفلوكلورية وفق برنامج كبير وبإمكانيات جد بسيطة، إلا أنها لاقت صدى كبير. ونوّه المحدث إلى أن فعاليات ليالي المسيلة عرفت انتشارا عبر أكثر من 11 بلدية كخطوة أولى على أن تنتشر أكثر من ذلك خلال الطبعات القادمة، كما تمّ برمجة ما يسمى بقوافل الصيف والتي كانت أكثر من ثلاث قوافل وقامت بأكثر من تسعة حفلات فنية وترفيهية. كما تمّ في ذات السياق ـ حسب نفس المتحدث ـ تمّ تنظيم العديد من الأنشطة والملتقيات على غرار المساهمة في مبادرة والي الولاية تحت عنوان «البداية لنا والاستمرارية لكم»، والتي سمحت للقائمين على قطاع الثقافة ضمان نشاط ثقافي في البلديات التي تكون محطة للمبادرة على غرار بلدية حمام الضلعة وعين الملح. ما تمّ العمل على استعاد جمهور السينما والمسرح من خلال تأسيس نادي محمد لخضر حمينة للسينما الذي يشرف عليه نخبة من السينمائيين من أبناء المسيلة على غرار جمال محمدي ونور الدين بن رابح والكثير من الشباب الفاعلين في المجال، حيث قام النادي بالقيام بعدة عروض في الهواء الطلق في فصل الصيف، بالتنسيق مع المركز الوطني للسينما والسمعي البصري وتمّ تقديم العديد من العروض السينمائية بكل من حمام الضلعة ومدينة المسيلة ولمعاضيد وبوسعادة وأولاد دراج، وقد لاقت نجاحا كبيرا جدا كمحطة أولى من استعاد البريق السينمائي. ومن جانب الفرق المسرحية، أكد المدير أن وزير الثقافة خلال تصريحه الأخير في رده على سؤال شفوي للنائب اليمين بوداود، أكد أن المسيلة سوف تستفيد من مسرح جهوي ومعهد للفنون الجميلة. وأشار إلى تسطير برنامج لجميع الفرق المسرحية لتنشط مساء كل يوم لإنتاج الأعمال الفنية والمسرحية، كما تمّ خلال السنة الجارية إطلاق ورشة لإعادة انجاز لوحات نصر الدين ديني وبرمجة العديد من الملتقيات وتوزيع أكثر من 15000 كاتب على ملحقات المكتبة العمومية وتفعيل المكتبة المتنقلة للصول إلى البلديات النائية وطبعة ثالث لصالون الوطني للفنون التشكيلية واستقطبت المئات من المواطن، كما تمّ مؤخرا برمجة الملتقى الوطني الثاني حول المكتبات المطالعة العمومية بمشاركة أكثر من 22 ولاية، وملتقى أعلام المسيلة بحضور 20 ولاية وبرمجة المهرجان الوطني للإنشاد ببوسعادة، وما تجدر الإشارة إليه انه خلال السنة الجارية تحصل الروائي محمد الأمين بن الربيع على جائزة الطاهر وطار للرواية عن «رواية قدس الله سري».