غياب دور العرض أثر على ثقافة السينما

ضرورة مصالحة المشاهد مع الفن السابع

حبيبة غريب

غالبا ما يعاب على صناعة فنون العرض  كالمسرح والسينما  في الجزائر غياب الاحترافية وانعدام تسليم المشعل بالنسبة للمهن التقنية والفنية المتعلقة بها إلى جانب نقص في التكوين وضعف النصوص، لكن تبقى النقص الفادح الذي يشهده تعداد دور وفضاءات العرض بالنسبة للسينما عائقا عملاقا لا ينافسه سوى مشكل التوزيع، وهي الأسباب التي أدت اليوم إلى غياب ثقافة السينما عند الجزائري الذي أصبح يعتمد أكثر بناء معلوماته ومعرفته بالسينما وجديدها من خلال وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والانترنت.

 لو قمنا باستطلاع للرأي حول أسماء الأفلام السينمائية الجزائرية الطويلة منها والقصيرة وحتى الوثائقية، لا يذكر لنا  سوى الأفلام الثورية العظيمة التي أنتجت بعد الاستقلال أمثال العفيون والعصا، الليل يخاف من الشمس، ودورية إلى الشرق وريح الجنوب والعملاق معركة الجزائر الذي لازال يمثل الجزائر في المحافل الدولية والتي يعرفها الكثير من الجيل الجديد من خلال التلفزيون أواليوتوب والانترنت فقط.
هي الأسماء القليلة التي يذكرها أيضا الجزائري اليوم، وخاصة الشباب إضافة إلى فيلم» زبانة» وفيلم «بن باديس» و»الأمير عبد القادر الجزائري»، وقبلها الأفلام القليلة التي تطرقت إلى العشرية السوداء:  مثل فيلم «رشيدة» ، «المنارة»، «بركات»، «المحنة»، «دوار النسا»، وأيضا الأفلام حديثة العهد مثل  «فيلم «الحناشية» و» تيمقاد» و»الأجنحة المنكسرة»  و»مسخرة» و»الوهراني» و»حراقة «، وهي أفلام روّج لها حسب الأصداء المسجلة، من قبل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر مما شوهدت في دور السينما.
 إن غياب ثقافة الفن السابع عند المواطن الجزائري تنحصر للأسف إلا على السينما الجزائرية، فأغلبية الشباب اليوم من أكثر المتتبعين والمعجبين بأعمال هوليود وبوليود وغيرها، بحكم الترويج الكبير والإشهار الذي يدعم هذه الصناعة المدرة للأموال الطائلة والتي يسندها نظام  توزيع عالمي
وهي الحلقة المفقودة  في الجزائر، حيث يعاني الكثير من منتجي الأفلام حتى المدعمة منها من قلة او انعدام توزيع أفلامهم حتى تلك التي تشارك في المسابقات والمحافل الإقليمية والدولية، فلا يّذكر عن العمل السينمائي سوى عرضه الشرفي الأول ليبقى بعدها في طي النسيان.
 ما هو عدد الأفلام السينمائية الجزائرية المنتجة سنويا؟ وهل يتمّ توزيعها أو الحديث عنها وتقديمها  للعامة؟  قليلا طبعا إذا كان الفيلم مدعما من قبل وزارة الثقافة أو وزارة المجاهدين إذا ما تعلّق الأمر بأفلام تحكي عن شخصيات تاريخية ومراجعة قومية بارزة.
فكيف السبيل إلى إعادة رسخ ثقافة المشاهدة السينمائية عند المواطن الجزائري؟ هل السبيل في ذلك إلى الرجوع إلى الحصص التلفزيونية والإذاعية  التي تعرف بالأفلام وتحث على مشاهدتها على الشاشة الكبيرة وإعادة إحياء نوادي السينما، أم استغلال تقنية شاشات العرض في الفضاءات المفتوحة  ليتمكّن المشاهد من أن يتتبع عن كتب وفي الآنية ما تنتجع السينما الجزائرية من أفلام، فضلا على إعادة النظر في السياسة المنتهجة حاليا إزاء الفن السابع الذي نريدها موردا اقتصاديا وثقافيا يساهم في إنعاش الساحة الثقافية محليا ودوليا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024