أوضح عبد القادر بن دعماش، خلال نزوله ضيفا على «فوروم الشعب»، سهرة أول أمس، بأن الارث الثقافي والإبداعي الذي حاولت بعض الاطراف الاستحواذ عليه، ليس وليد اليوم بل ان الحراك يمتد الى سنوات طويلة، إلا انه فشل في امتلاك رصيد الجزائر الثقافي والشعبي، وانطلاقا من ان النصوص ابنة بيئتها فلا يمكن لها التنصّل من بيئتها مهما كانت الاسباب.
بالعودة الى السجال الحاصل بين الطرفين خاصة من جيراننا بالمغرب الذين حاولوا تمرير بعض الاسقاطات على نصوص وأشعار سيدي لخضر بن خلوف قال إنه في تلك الفترة تجاهلنا نحن هذا الموسوعة والقامة الشعرية ولكن جيراننا عملوا على استمالة ابداعات لخضر بن خلوف والاشتغال عليها على اساس انهم أحق بها منا. في 1580 بدأت مرحلة التأسيس من طرف البايات عن طريق مولاي خير الدين، حيث بدأت الامور تسير بخطى ثابتة والرؤية تتضح الى غاية الفصل بين جنسية النصوص وانتماءاتها.
لما جاء الاحتلال الفرنسي عن طريق ادارته الاستعمارية ترك الامور، كما هي عليه، فحسب بن دعماش لم تكن هناك حدودا تفصل بين البلدين، لأن النظام القائم آنذاك كان نظام الدويلة التي تخضع لنظام القبيلة أو الاعراش كالمرينية والزيانية وغيرها.
بحكم انتمائهم الى قبيلة المرينيين حاول المغربي عبد العزيز المغراوي الاشتغال على بنية النص الشعري سواء على القافية أو تنظيم البيت ما منحه صبغة اضافية وجديدة للشعر الملحون وهناك شعراء كثر في الطبوع للملحون حملت بصمة هذا الاخير، كأنها حركة تجديد.
انطلاقا من الطبوع الى نوعية القصيد وان كان الفاصل أو الفارق الزمني قد ساهم في ظهور النصوص فإنه منح وجها جديدا لتلك المرحلة، وبحسب بن دعماش، فإذا كنا نحن في القرن الـ 18 عشر كان عندهم القرن 16 عشر أو الـ 17 عشر، وبالتالي كان لديهم شعراء كبار.
أكد رئيس المجلس الوطني للاداب والفنون أن الاصل أو المنبع في الشعر الملحون هو جزائري مائة بالمائة وما يتداول على ان المغرب هو كذلك صحيح، لأن بن خلوف هو المرجعية الاولى في الملحون وليس غيره.