اعتبرت الدكتورة العثماني سعيدة أستاذة القانون الدولي والعلا قات الدولية بجامعة الملك محمد السادس بجامعة طنجة، بأن الملتقى حمل الجرأة لمناقشة موضوع جد مهم بقي لفترة طويلة في رفوف وزارات الدفاع والأمن الوطني والثكنات العسكرية، وصار لصيقا إلا بالذين يمارسون هذه المهام دون غيرهم، وفي سرية تامة، ولم يكن هناك انفتاح على المجتمع أو دراسة التهديدات من طرف فئات المجتمع سواء أكان العلمي أو المدني.
اليوم الكل واع بهذه التحديات وفي إطار التوعية والتحسيس والانفتاح والمراهنة على مواجهة هذه التهديدات والتحديات التي لا تواجه فقط في المنظومة الجديدة على اعتبار الفرد والمواطنة بأنّ كل ما يقع في الخارج له علاقة بالداخل.
والأكاديمي والفاعلين والمجتمع المدني عليهم مرافقة كل التطورات التي تحدث الآن يفهموها جيدا ويتهيأ نفسيا وعلميا وأكاديميا وعلى جميع المستويات لمواجهتها، تؤكّد العثماني على أنّ المعالجة الأكاديمية لهذه التحديات تفتح أفق التحليل والفهم والاستيعاب، وتفتح أيضاأبعادا واسعة جدا للمواجهة وكقوة اقتراحية للدفع بمستوى النقاش حول القضايا التي ربما لا نعيرها اهتماما ومنها الأمن الاجتماعي والأمن الغذائي.
الأمن بمفهومه الضيق والواسع، وتضيف في الشق نفسه على سبيل التأكيد الأمن السبرياني، التهديدات التي أصبحت تأتي من كل حدب وصوب، التهديدات بسبب الهجرة وبسبب اللجوء بسبب الارهاب، وبسبب كل المشاكل الراهنة التي يمكن أن تهدّد أمن الدولة واستقرراها، تهدد أمن وطمأنينة المواطن، لذلك هو معني بالدرجة الاولى بهذا الموضوع والأساتذة الجامعيون والأكاديميون هم أيضا لهم مسؤولية كبيرة لمحاولة ملامسة القضايا الهامة التي ربما تكون سببا في مشاكل.
في السياق ذاته، تتحدّث الدكتورة العثماني بأن ملامسة موضوع الدفاع والأمن وبدعوة للعديد من الاكاديمين من مشارب متعددة وجامعات مختلفة من المشرق والمغرب، بينت مقاربات مختلفة معتبرة أن الملتقى كان حلقة تدارس وحوار في مواضيع ربما كانت تغيب أحيانا، خاصة ما تعلق منها بالجانب القانوني والسياسي والاثني والبسيكولوجي، معقدة.
معتبرة أن الموضوع مهم جدا لأنه بالنسبة للأكاديمين لأنه ينفعهم ويلقي الضوء على البعد الآخر الواقعي، فهو إلى جانب النصوص القانونية التي تنظّم المجتمع فهم في حاجة إلى معرفة المييكانيزمات التي تشتغل بها المقاربة الأمنية من زاوية أكاديمية معرفتها عن طريق التقارب حتى لا يبقى الشأن الأمني مخصص فقط في مجال والعلم الاكاديمي في مجال آخر.
وفي الأخير اعتبرت الدكتورة العثماني أن الملتقى قرّب مجموعة من القضايا إلى المتلقي وإلى المستمعين أيضا، وهو نفس الشيء بالنسبة للأساتذة فاتحا آفاقا جديدة للبحث، معتبرة أن النسخة الثانية لهذا العمل الجاد وللتفكير على المستوى الاقليمي والدولي في إطار المنظومة العامة للأمن الجماعي.