ما أكثر الأسماء الأدبية الشابة التي تتوّج سنويا بجوائز وطنية على غرار جائزة علي معاشي التي يمنحها رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب في العديد من الأجناس الأدبية، منها القصة والشعر والرواية، وجائزة آسيا جبار للرواية، إضافة إلى العديد من الجوائز العالمية مثل جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، وجائزة غسان كنفاني.. والتي سبق وتوّج بها الكثير من الكتاب الجزائريين.
ا
الملاحظ أن جامعاتنا ومعاهدنا الجزائرية لا تعير الأعمال المتوجة أي اهتمام ولا تكلف نفسها عناء منحها الدراسات النقدية اللازمة، ليس لضعف هذه الأعمال أو لعدم نضج تجربتها الإبداعية، وإنما السبب، في نظري، يعود لكون الجامعة مازالت بعيدة كل البعد عن مستجدات الساحة الأدبية... فماذا ستخسر لو دعت الأدباء المتوّجين للقاء الطلبة في ملتقيات وندوات تنظمها للتعريف بهم وبأعمالهم الإبداعية؟ بل على العكس ستقدم بذلك الكثير للطلبة خصوصا وللأدب الجزائري عموما.
ما أحوجنا أن نقتدي في ذلك بالإخوة المغاربة الذين يولون اهتماما كبيرا للأدب المغربي وما من عمل أدبي يصدر إلا ويتبعونه بقراءات ودراسات نقدية عديدة تقرب العمل أكثر من القارئ. وفي الحقيقة هناك مبادرات حسنة قامت بها مؤخرا بعض جامعات الوطن حيث أصبحت تشجع الطلبة على دراسة نصوص الأدب الجزائري في مختلف بحوثهم، نتمنى حقا أن تتوسع وتزداد مستقبلا لتشمل الأعمال الجزائرية الشابة وخصوصا تلك المتوجة بجوائز.
ثمة سبب آخر يعود في نظري لكون الطالب الجزائري حاليا غالبا ما يلهث وراء البحوث السهلة التي لا تكلفه عناء البحث عن المصادر والمراجع، فيفضل أن يدرس الأعمال التي سبق وتناولتها الدراسات النقدية، بدل أن يتكبد عناء دراسة الأعمال الأدبية الجديدة في
الدكتورة أسمى ولد إبراهيم ــ جامعة مستغانم
الجامعـة لا تعـــير الأعمال المتوّجة اهتمامًا
شوهد:783 مرة