الفنان عبد الحميد بوزاهر لـ«الشعب»:

ترقية الأغنية الأوراسية إلى العالمية مرهون بالترتيب الصحيح واحترام الأوزان

خنشلة: اسكندر لحجازي

دعا عميد الأغنية الشاوية والشاعر الشعبي عبد الحميد بوزاهر، الفنانين المؤدين للأغنية الاوراسية إلى ضرورة التقيد بترتيب أبيات القصيدة الشعبية الاوراسية، كما وجدت وأبدعها الأولون حتى تحافظ على معناها الحقيقي وموضوعها أو القصة أو العبرة الاجتماعية التي تحملها بشكل صحيح من جهة، وتكون بذلك حاملة لأحاسيس ومعاني وجدانية إنسانية تمكنها من ولوج  العالمية.

وكشف بوزاهر في تصريح لـ» الشعب» في هذا السياق، مبديا تأسفه الشديد حيال ما آل إليه حال القصيدة الأوراسية الشعبية، أن عشرات الأغاني الاوراسية وخاصة التراثية منها تؤدي بشكل غير مرتب لأبياتها وحذف أجزاء منها من طرف الفنانين المؤديين لهذا الطابع الموسيقي الاوراسي المتميز بتنوعه وغنائه وقيمته الاجتماعية الضاربة في عمق التاريخ.
وأوضح بوزاهر بأن عدم حفظ القصيدة الاوراسية كما الفت من قبل، جعل من المغنيين يخلطون في أداء الأبيات من حيث الترتيب ما افقدها معناها الحقيقي والعبرة والقصة الاجتماعية التي الفت من اجلها، وبالتالي تفقد طابعها الإنساني الاجتماعي الصحيح الذي يعد شرط للولوج للعالمية.
وكمثال عن هذا الخلط الحاصل في تريب أداء عشرات القصائد الشعبية الاوراسية، أضاف محدثنا أن أبيات إحدى قصائد الفنان عيسى الجرموني المشهورة  تؤدى حاليا من طرف الكثيرين على نحو «مراح العافية ولالي خوف.. نرحل ونبدل مراحي..» وهذا خطا واضح في ترتيب الأبيات فالأصح حسبه، هو «مراح العافية ولالي خوف.. وحديث لوسع ولالي ضيق..» وذلك بناء على القافية الصحيحة للبيت في كلمتي خوف وضيق إلى جانب المعني الذي يفسر على نحو «المقام الأمن أصبح يخيف لأن الحديث بحرية لم يعد ممكن.

الفنان مطالب بالاجتهاد في الحفظ الصحيح للقصيدة

وأشار في هذا السياق، أن موقع  الجزء الثاني من البيت المذكور الخاطئ متواجد ضمن جزء آخر في نفس القصيدة على نحو «بعثت على نايرة الخد لابا تردلي صباحي.. شكيت مارادني حد نرحل ونجدد مراحي..» والتي تعني أن الشاعر حيا المرأة الجميلة لكن لم ترد تحية الصباح ليهم بالرحيل لأن احد لا يريده، وهنا توافق في قافية البيت بين كلمتي صباحي ومراحي.
كما شدّد عميد الأغنية الشاوية في هذا الصدد، على ضرورة التزام مؤديي الأغنية الاوراسية بمختلف طبوعها بالعمل والاجتهاد عن طريق الكتابة والحفظ الصحيح للقصيدة الشعبية التراثية المنضومة وفقا للأوزان الصحيحة والقوافي، مع الابتعاد عن الخلط في ترتيب الأبيات وحذف أجزاء عشرات القصائد، والذي أدى إلى فقدها لفنيتها ووقعها عند المستمع الجيد وبالتالي استحالة ولوجها للعالمية بهذا النقص.

أداء رائعة «عين الكرمة» بمزجها
مع موسيقى الروك لقي رواجا كبيرا

وقال بوزاهر في هذا الصدد، «أنا عندما انظم قصائدي التزم بأوزان الشعر الشعبي وقوافيه مع حفاظي على المعنى الاجتماعي الإنساني في تأليفي لها مثل: يالويزة قدرك عالي يالحرة بنت الساس.. يالويزة داوي حالي نحطك عمامة فوق الراس..».
وأردف محدثنا أن تجربة أدائه رفقة الشاب سليم الشاوي لرائعة عيسى الجرموني «ايوا عين الكرمة…» سنة 2017 بستديو كوك المغربي ضمن طابع موسيقى الروك الأمريكية لقيت رواجا كبيرا لدى المستمعين وفتحت الباب لمن يريد العمل الاجتهاد بإدخال الأغاني التراثية الاوراسية ضمن الطبوع الموسيقية العالمية، وفقا لهذه الفكرة التي أبدعها المايسترو أستاذ الموسيقى آمين دهان المتضمنة أداء عين الكرمة بالحفاظ على ألتي القصبة والبندير والكلمات مع مزجها بطابع موسيقى الروك العالمية لتكون مسموعة لدى مختلف الأجناس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024