تعدّ بلدية كنديرة الواقعة على بعد 55 كلم من المقر الإداري لولاية بجاية، مرورا بالطريق الوطني رقم 75، ذات طابع زراعي رعوي، فهي معروفة بجودة منتجاتها الفلاحية، خاصة التين المجفف، فضلا عن هذا، تعرف هذه البلدية بسلسلتها الجبلية المعروفة باسم «تاقنتوشث»، التابعة لسلسلة جبال «البابور» والتي يبلغ ارتفاعها 6741 مترا، ما يجعل منها أحد أكثر الجبال علوّا بسلسلة جبال «البابور».
ولكن، بالرغم من كل هذه الميزات، تجد بلدية كنديرة التي يبلغ عدد سكانها 10 آلاف نسمة، صعوبة في النهوض باقتصادها، رغم رغبة سكانها الجامحة في بلوغ حيوية اقتصادية تُنسيهم خيبة أملهم وإحباطهم.
وعليه، أكد ممثلو السكان أنهم يعيشون في بيئة معيشية، بعيدة كل البعد عن المستوى الذي قد يرضيهم، حيث تعرف عديد من النقائص، خاصة فيما يتعلّق بتهيئة الطرق والإمداد بالمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، فضلا عن افتقارها إلى الهياكل الصحية والخاصة منها بالشباب والترفيه، إلى جانب غيرها من النقائص الفادحة المسجلة على مستوى عديد الجوانب.
وأمام هذه الأوضاع، تعيش بلدية كنديرة معتمدة على إعانات الدولة ودعمها، رغم الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها، سواء الفلاحية منها، المتمثلة في زراعة الزيتون وتربية المواشي وتربية النحل وغيرها، أو السياحة الجبلية والصناعة الحرفية، على سبيل صناعة السلال ومختلف الأشغال الخشبية.
من جهة أخرى، ميزة إضافية تشتهر بها كنديرة، تتمثل في زراعة أشجار ‘الجوز’، حيث تتواجد بها مساحة معتبرة مخصصة لزراعتها، ومن المعروف أنها تنظم حفلا دوريا مخصصا لهذه الشجرة التي تعرف فاكهتها شعبية كبيرة.
تعدّ هذه البلدية ما يقارب العشرين قرية، لطالما رفعت مطالب مختلفة، تتعلّق أساسا بالتهيئة الحضرية، إلا أنه ووفق ممثلي السكان، فالميزانية التي تخصّص للبلدية بعيدة كل البعد عن الميزانية اللازمة للاستجابة لهذه المطالب.