مدعمة بطرقات ومراكز الصّحة ومؤسّسات تعليمية وأخرى

برج بوعريريـج..برامج حضاريـة تتناغـم مـع التّوســّع العمـراني

رابح سلطاني

تحرص السلطات المحلية بولاية برج بوعريريج، في العديد من خرجاتها الميدانية، إلى معاينة المشاريع والبرامج السكنية الجديدة، والمشاريع المرتبطة بالجوانب الاجتماعية والخدماتية وغيرها من المشاريع التي من شأنها أن تساهم في إعطاء الحيوية والديناميكية الحضرية الاجتماعية لدى المواطن والأحياء المدمجة في النسق العمراني الجديد، على غرار الربط بشبكة الطرقات، إنجاز مدارس ومؤسسات تربوية ومراكز للصحة الجوارية والبريد والمواصلات.

 تشهد العديد من الولايات الجزائرية خلال السنوات القليلة الأخيرة تزايدا معتبرا في عدد الأحياء والمدن الجديدة، تتناغم فيها مع تلك الزيادات والنمو الديموغرافي الذي تعرفه الجزائر، وتكشف الأرقام والمبالغ المالية الضخمة المرصودة لقطاع السكن، مدى حرص الدولة وتبنيها إستراتيجية المدن الجديدة ضمن سياسات الإسكان المنتهجة، وقد تم المضي في هذه الإستراتيجية من خلال سلسلة القوانين الجديدة المتعلقة بشروط إنشاء المدن الجديدة أبرزها قانون 08-02 وقانون 02-06 المتضمن المبادئ التوجيهية للمدينة، يراعى فيها التكامل بين سياسات الإسكان والتخطيط المكاني والسياسات السكانية والبيئة، مع الأخذ بعين الاعتبار قابلية هذه المدن للجذب السكاني، بما يتوافق ويتلاءم مع قبلية هذه المدن وقدرتها على ضمان الجوانب المعيشية، الاقتصادية، الاجتماعية والبيئية للأفراد.
وتحرص السلطات المحلية ببرج بوعريريج، في إطار التوجهات الجديدة والسياسة العامة المنتهجة للإسكان إلى التركيز على استلام المشاريع الجديدة المرتبطة بالمرافق العمومية على مستوى الأحياء السكنية الجديدة قبل توزيعها وبعد توزيعها، لاسيما تلك المتعلقة باستلام مؤسسات تربوية في مختلف الأطوار التعليمية، الأمر الذي كان له الأثر البالغ في حل مشكلة النقل المدرسي، وتنقل التلميذ من أجل التمدرس خارج هذه الأحياء المدمجة في النسق العمراني الجديد، خاصة على مستوى حي عمارات بومرقد وحي عدل 2 بطريق العناصر، تضاف إليها إنشاء مراكز جديدة خاصة بمراكز بريد الجزائر، ومراكز للصحة الجوارية تضمن الخدمات الصحية، ومراكز للتسوق من شأنها التكفل بحاجيات المواطنين على مستوى هذه الأحياء المدمجة الجديدة.
 
ربط حي بومرقد بعاصمة المدينة

 في ذات السياق، تتواصل عملية تهيئة وإنجاز الطريق الاجتنابي المزدوج الرابط بين العمارات السكنية الجديدة بحي بومرقد مع توفير الإنارة العمومية على امتداد الطريق الاجتنابي المنجز بين نهج عريبي لخضر في نهاية النسيج العمراني لتجزئة 1044 سكن ومنطقة التوسع العمراني بومرقد، البعيدة عن المدينة بحوالي 3 كيلومتر في المدخل الشرقي لبلدية برج بوعريريج، ليصبح الحي الجديد بذلك يمتلك منفذين، وللأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا المشروع في ربط أجزاء المدينة المترامية، وتسهيل حركة المرور عبر شبكة الطرقات المارة بعاصمة الولاية، بتخصيص مبلغ يقارب 15 مليار سنتيم لإنجازه، مع تخصيص مبلغ 850 مليون سنتيم لتوفير الإنارة العمومية موزعة على 300 نقطة على طول الطريق.
كما أنّ المشروع سيوفّر أزيد من 13 ألف نسمة من الساكنة بمنطقة بومرقد والأحياء والتجمعات السكانية المجاورة في المدخل الشرقي للمدينة، منافذ جديدة، بعدما كانت تقتصر على المدخل الرئيسي الذي أضحى يشهد ازدحاما وحركية كثيفة، كما يساهم في تقليص الوقت واختصار المسافة لمستعملي شبكة الطرقات الوطنية على المحور الشمالي للمدينة، خاصة قاصدي ومرتادي الطريق الوطني رقم 5 والطريق الوطني رقم 76 على مستوى محطة شملال، وربطه بمحاور الطرق الداخلية الرابطة بين الطريق الوطني رقم 5 والطريق الوطني رقم 106 في المدخل الشمالي للمدينة.
وتأتي العملية وفق تصريحات مسؤول الجهاز التنفيذي بالولاية، في إطار العمليات والمشاريع المسجلة لربط مدينة البرج بالمناطق الحضرية الجديدة المترامية بضواحيها، سعيا لاستعادة عاصمة الولاية لنسقها العمراني، بعد التوسع العمراني الملحوظ على مدار السنوات الفارطة، والذي لم يراع حسبه، مطلب التنسيق بين الوحدات العمرانية، أين خلف النقص في محاور الطرقات انقطاعا بين مختلف الأحياء، ما حتم تسجيل عمليات لإنجاز طريق ازدواجية اجتنابية، كما يرتقب من هذه المشاريع أن تعيد الحيوية والديناميكية الحضرية الاجتماعية بين أطراف مدينة برج بوعريريج، خاصة على مستوى الأحياء والمدن العمرانية الجديدة، بما فيها المشاريع المستقبلية المراد غرسها بالمنطقة على غرار اختيار الأرضية لتجسيد مشروع انجاز برنامج «عدل 3».
 
مشروع لإنجاز مدينة جديدة

 في ذات السياق، تطمح السلطات المحلية ببرج بوعريريج إلى تجسيد مشروع انجاز مدينة جديدة بمنطقة الصفية التابعة لبلدية الياشير غرب ولاية برج بوعريريج، على مساحة تتجاوز 500 هكتار، تستجيب للطلب المتزايد على مختلف الصيغ السكنية، ويراعى فيها التنفيس من حالة الاكتظاظ والتشبع العمراني الذي تعرفه المدن الكبرى بمنطقة برج بوعريريج، ولما تتوفر عليه المنطقة من امتيازات واعتبارات أخرى متعلقة بقرب هذه المدينة الجديدة من برج بوعريريج، وقربها من المحاور الكبرى للطرقات لاسيما الطريق السيار والطريق الوطني.
وتم في هذا السياق مطالبة المجلس الشعبي لبلدية الياشير في وقت سابق، بإعداد المداولة المتعلقة بالمشروع قصد مباشرة مخطط التوجيه العمراني لإدماج هذا الموقع، وهو يوفر امتيازات كبيرة لبلدية اليشير للاستفادة من برامج هامة في التجهيزات العمومية والسكنية، وكذلك لساكنة بلدية برج بوعريريج لأجل التوسع العمراني وتجاوز مشكل نقص العقار الموجه للمشاريع السكنية، المطروح بقوة على مستوى عاصمة الولاية، إضافة إلى أنه سيخفف من حدة العجز والتشبع العمراني في عاصمة الولاية، مع العلم أن الولاية أصبحت مستقطبة للساكنة لما توفره من إمكانيات وامتيازات في الجانب الاقتصادي وفرص الشغل، ولا بد أن تصاحبها سياسة وإستراتيجية تنموية تتماشى وحجم النمو الديمغرافي وحتميات التوسع العمراني.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024