ينتظر أن يتم تسليم ملعب تيزي وزو الجديد المعشوشب طبيعيا نهاية السنة الجارية بعد أن تعدّت به نسبة الأشغال 80 بالمائة بعد سنوات من العمل شهدت الكثير من المطبات، إلا أن عملية المتابعة المستمرة من قبل وزراء القطاع والسلطات الولائية قد أوصل أخيرا المشروع إلى محطته النهائية، خاصة وأنه مصنف ضمن المشاريع الكبرى التي استفادت منها الولاية في عدة قطاعات حيوية على غرار مشاريع الري، الأشغال العمومية والنقل الهادفة إلى تغيير صورة المنطقة وترقية الإطار المعيشي للسكان.
يعتبر مشروع الملعب الأولمبي لولاية تيزي وزو الذي يتسع لـ50 ألف متفرج صرحا رياضيا هاما وأحد أهم المشاريع الكبرى التي تدعم بها قطاع الرياضية بالجزائر، وليس بولاية تيزي وزو فقط إلى جانب كل من ملعب وهران الجديد وملعب براقي بالعاصمة، خاصة وأنه يحمل كل المواصفات الدولية وفق قوانين وشروط الفيفا، كما يعتبر أول ملعب مغطى على المستوى الوطني وبإمكانه استقبال واحتضان التظاهرات الرياضية الكبرى مستقبلا نظرا لقربه من العاصمة، واحتوائه على كل المرافق والملاحق المطلوبة لممارسة وتنظيم باقي الأنشطة الرياضية الأخرى.
وشهد المشروع الذي انطلقت به الأشغال سنة 2010 العديد من العقبات والمشاكل أحيانا ارتبطت بمؤسسات الانجاز المزدوجة المتمثلة في المجمع الجزائري التركي، وأحيانا أخرى بمشاكل التمويل خاصة وأنه تزامن مع فترة صعبة مر بها الاقتصاد الوطني بداية سنة 2014 مع الأزمة الاقتصادية وتراجع مداخيل النفط، لكن ونظرا لأهمية المشروع الذي جاء ضمن مخططات التنمية التي سطرتها الحكومة الهادفة إلى دعم قطاع الرياضة تم إحاطة الملعب الجديد بالكثير من العناية والاهتمام لتسليمه نهاية السنة الجارية ورفع كافة العراقيل بالخصوص تلك المتعلقة بالتمويل والتسوية المالية لمؤسسات الانجاز مع تخصيص اعتمادات مالية، إضافية برسم سنة 2018 تجاوزت 5 مليار دينار لإتمام باقي الأشغال وكان محل معاينة متواصلة لوزراء الشباب والرياضة ووالي الولاية وأعضاء المجلس الشعبي الولائي لدفع وتيرة الأشغال نحوالأمام آخرها كانت زيارة وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، الذي قدّم عدة تطمينات وتعليمات صارمة لتسليم ملعب تيزي وزو نهاية السنة مع تأكيده «عن رفع كافة العراقيل المادية والمالية المرتبطة بمستحقات مؤسسات الانجاز وتشديده على احترام تاريخ التسليم المحدد بشهر ديسمبر القادم لتجنب عملية تقييم جديدة للمشروع.
كما اعتبر حطاب أن الصرح الرياضي الجديد يعتبر من «المكاسب الهامة التي تدعم بها قطاع الرياضة بالولاية، إلى جانب مشاريع أخرى استفادت منها بعض الولايات منها ملعب وهران وبراقي التي تدخل في إطار برنامج رئيس الجمهورية»، مشيدا أيضا بالتجهيزات العصرية التكنولوجية والأنظمة الالكترونية الذكية التي تدعّم بها الملعب الذي اعتبره «قيمة مضافة للرياضة الجزائرية وقطاع الشباب وبلمسة عصرية ستكون لها أثرا إيجابيا على الرياضيين والجمهور للنهوض بهذه الرياضة في الجزائر، مضيفا «أنّ استلام ملعب تيزي وزو من شأنه دعم فريق شبيبة القبائل وتجاوز مشكلة استقبال الفرق الرياضية وفتح آفاق التكوين..».
يذكر أنّ مشروع ملعب تيزي وزو المعشوشب طبيعيا الذي يتم انجازه بمنطقة بوخالفة بالمخرج الغربي للولاية، تمّ تسجيله للانجاز سنة 2005 وانطلقت به الأشغال سنة 2010، ويعتبر أول ملعب مغطى على المستوى الوطني وبمعايير إنجاز دولية، كما زوّد بوسائل عصرية وتكنولوجية متطورة للمراقبة بأنظمة الفيديو وبيع التذاكر في إطار تعميم المشاريع والمرافق الرياضية الذكية الصديقة للبيئة، ويحتوي على عدة فضاءات ترفيهية وملاحق رياضية مخصصة للتدريب ومضمار لألعاب القوى بسعة 6500 مقعد وحظيرة كبيرة للسيارات، ويأتي كذلك على رأس المشاريع الرياضية الهامة التي استفاد منها قطاع الشباب والرياضة بالولاية في مختلف المخططات التنموية تجاوزت 460 عملية موزعة عبر 67 بلدية بغلاف مالي تعدى 45 مليار دينار، وهي المرافق التي ستسمح للولاية باحتضان مختلف الأنشطة والتظاهرات الرياضية الوطنية والدولية والتكفل الأمثل بعنصر الشباب.
