ميناء أزفون بتيزي وزو مهدّد بالتلوث

رمي عشوائي للمخلّفات الصّناعية والمنزلية

تيزي وزو: ز ــ كمال

كان ميناء أزفون بتيزي وزو على موعد مع الطبعة السادسة لحملة الموانئ والسدود الزرقاء لهذه السنة، التي أطلقتها وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية قبل سنوات بمشاركة عدة فاعلين في الميدان، إلى جانب السلطات المحلية والجمعيات المهتمة بحماية البيئة والمحيط ومحترفي الغطس، وهي العملية التي مكّنت من رفع أزيد من 1 طن من النفايات الصناعية والمخلفات البلاستيكية التي تتجمع سنويا داخل الحوض المائي بسبب التهاون وغياب الحس البيئي.

ككل سنة تشرف مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية تيزي وزو على تظاهرة السدود والموانئ الزرقاء من أجل العمل على تخفيض نسبة التلوث البحري بالشريط الساحلي للولاية، الممتد على مسافة 85 كلم انطلاقا من حدود بلدية أعفير شرق بومرداس إلى حدود ولاية بجاية، ورغم الطابع الغابي والطبيعي الخلاب الذي يغلب على هذا الشريط الغابي الكثيف وغياب الوحدات الصناعية التي تعتبر أكبر مصدر للتلوث، إلا أن هذه الحملات تكشف سنويا عن مدى التدهور البيئي للمنطقة بسبب استمرار الرمي العشوائي للمخلفات الصناعية والمنزلية على ضفاف الأودية التي تصب مباشرة في البحر، وأخرى تتجمّع في الأحواض المائية على مستوى ميناءي الولاية تيقزيرت وأزفون.
وقد بدأت هذه الحملات التحسيسية تتوسّع سنويا إلى فعاليات المجتمع المدني كشريك أساسي لإنجاح مثل هذه التظاهرات البيئية، إلى جانب الصيادين والمهنيين على مستوى غرفة الصيد البحري، الذين أدركوا حتمية التحرك لإنقاذ مصدر رزقهم الوحيد من التلوث والتراجع الرهيب في إنتاج الثروة السمكية التي أرجعها بعض الخبراء وذوي الخبرة من الصيادين إلى مشكلة التلوث بالدرجة الأولى، وهو ما أثّر على عملية التكاثر والحياة الايكولوجية البحرية، كما لم تقتصر حملة التنظيف أيضا على الشريط الساحلي البحري لولاية تيزي وزو، بل امتدت إلى السدود والحواجز المائية الهامة بالولاية خاصة سد تاقصبت المعروف وطنيا ويموّل ولايات العاصمة، تيزي وزو وبومرداس بطاقة استيعاب تصل إلى 175 مليون متر مكعب، حيث حظي هو الآخر بحملة تنظيف تطوعية شاركت فيها عدة جهات كمديرية الصيد البحري، الري، الوكالة الولائية للسدود وممثلي الجمعيات الناشطة في مجل البيئة، وهو ما مكّن من رفع حوالي 2 طن من النفايات الملوثة، حسب مصادر من المشاركين في الحملة.
يذكر أنّ حملة المواني والسدود الزرقاء التي شهدها ميناء ازفون والحوض المائي الممتد على مساحة 6.5 هكتار، شهدت جملة من الأنشطة والمعارض بمشاركة متربصين من معهد الفندقة والسياحة وممثلي مديرية الشباب والرياضة في محاولة لإعطاء التظاهرة بعدا سياحيا أيضا نظرا لما يمثله هذا الميناء الجديد الذي استلم سنة 2006 من أهمية اقتصادية، حيث يستقبل حوضه المائي حوالي 200 سفينة صيد صغيرة وسفن جياب من مختلف الأحجام إلى جانب 350 بحار، وهو معروف وطنيا أيضا بإنتاج مختلف أنواع السمك من سمك السردين الأزرق إلى الجمبري، وعدة هياكل أخرى تدعم بها هذا الميناء منها ورشة لتركيب وإصلاح السفن وسوق الجملة لبيع المنتوج السمكي، بالإضافة إلى طابعه السياحي والترفيهي نظرا لما تمثله مدينة ازفون من إمكانات جذب سياحي كبيرة، حيث تتحول خلال موسم الاصطياف إلى قبلة لعشرات المصطافين من داخل الولاية وخارجها، الأمر الذي مكّن من إنعاش الأنشطة الاقتصادية وتفعيل الحركية التجارية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024