منتوج البطيخ الأحمر والأصفر ببجاية

ندرة اليــد العاملـة المؤهلـة

بجاية: بن النوي توهامي

 شرِع المزارعون في كل من بلديات عين الزاوية، فريكات، ذراع الميزان، تيزي غنيف، ومكيرة السفلية، في حملة زرع كل من البطيخ الأحمر (الدلاع) والبطيخ الأصفر، هذا في الوقت الذي تعرف فيه السوق المحلية منتوجا وفيرا لهاتين الفاكهتين، اللتين تنتشران عبر طرقاتنا.
أوضح لنا عمي صالح، لـ’الشعب’، أحد المزارعين، الذين قاموا بكراء أراض من أجل زراعتها أنّ، مزارعي المناطق الجنوبية للبلاد، على غرار المنيعة و بسكرة و الوادي و ورقلة وغيرها، قد بُورِكوا هذه السنة،  بمحصول رائع من البطيخ الأصفر والدلاع اللذين دخلا السوق في الوقت المناسب، تزامنا مع شهر رمضان العظيم، ما سمح لكل العائلات الجزائرية بالتمتع بفاكهة منعشة ولذيذة بعد الإفطار وأثناء السهرة، وكل هذا بسعر منخفض وفي متناول الجميع حيث قدر عموما بـ 30 دينارا للكيلوغرام الواحد».
أضاف متحدثنا أنه، على خلاف ولايات الجنوب التي تعرف درجات حرارة جد مرتفعة، تعدّ الولايات الغربية للوطن المزود الرئيسي الذي يوفر لولايتنا هاته الفاكهة، انطلاقا من شهر ماي، ويبقى أن منطقة القبائل لا تبدأ في إنتاج الدلاع إلا انطلاقا من شهر أوت، في حين يبدأ إنتاج البطيخ الأصفر بها ابتداءً من شهر سبتمبر إلى بداية فصل الشتاء،  ما يسمح لها بتزويد كل الولايات الأخرى بدورها.
 علاوة على هذا، فقد ركّز عمي صالح على النوعية الجيدة والمذاق الفريد من نوعه، والذي يميز الدلاع المنتج بمنطقة القبائل، حيث لا يمكن مقارنته بذوق الفاكهة التي تأتي من جنوب أو غرب البلاد، و قال، ‘ما من شك أنكم لاحظتم أن فاكهتنا تحظى بإعجاب كبير على مستوى التراب الوطني، خاصة أنها تُسقى من المياه العذبة للسدود ومختلف المنابع التلية والآبار بولايتنا، هذا فضلا عن النوعية الجيدة للتربة’.
  لكن من جهة أخرى، أشار متحدثنا إلى أن إنتاج البطيخ الأصفر والدلاع قد أصبح في السنوات الأخيرة، مرهقا وجد شاق، ويعود السبب الأساسي الكامن وراء ذلك إلى ندرة اليد العاملة المؤهلة، حيث أوضح، أنه لم تعد تتوفر اليد العاملة المؤهلة، وعليه فنحن مجبرون على القبول بأي شخص يتقدم بحثا عن العمل بالقطعة، وهذه الفئة من العمال لا يتكبدون عناء اتخاذ الاحتياطات اللازمة مع البذور، ونفس الشيء حين يحين وقت تخفيف التربة حول العقل، أما فيما يخص العامل الآخر الذي من شأنه التأثير على المحصول، فيتمثل في الأحوال الجوية.
هذا، فإن تعدّد أرباب البيوت الذين يفرحون بدخولهم منازلهم محملين بهذه الفاكهة الحمراء، التي قد يتجاوز وزنها عشرات الكيلوغرامات في بعض الأحيان، فكثيرون أيضا هم من يرون في هذه الفاكهة مجرد منتج خاضع  للمضاربة، على مثال جمال، الذي أعرب عن رأيه قائلا: أن كل من يقوم بزراعة هاتين الفاكهتين، يعتبر مضاربا يسعى إلى إثراء نفسه من دون أي عناء ودون أي استثمار حقيقي، حيث بداية ينبغي فهم كيفية سير عملية إنتاج و بيع البطيخ الأحمر والبطيخ الأصفر. ويوجد اليوم من يأسف على هؤلاء المضاربين، الذين يبيعون محصولهم في سوق الجملة بسعر لا يفوق 8دينار للكيلوغرام، في حين تتراوح الأسعار حاليا في الأسواق بين 25 و 30 دينار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024