إعادة الاعتبار للحدائق العامة بالعاصمة:

استغلال العقـارات المسترجعة لإقامة فضـاءات استجمـام للعائــــلات

استطلاع / آسيا مني

 يشكّل ملف الحدائق بالعاصمة أهم أولويات السلطات المحلية في الفترة الأخيرة، باعتبار أن الإستراتجية المستقبلية ترتكز على تزيين المدن، ما يجعل نجاح مشروع تجسيد الجزائر البيضاء مرهونا بهذه الفضاءات الطبيعية في إطار تحسين الواجهات والساحات العمومية، ضمن مخطط ترقية المساحات الخضراء، لكسر فوضى العمران الذي طغى على المدينة.
 في جولة استطلاعية قادتنا عبر عدد من بلديات العاصمة، وقفنا   على الواقع المساحات الخضراء الذي باتت تظهر للعيان بشكل ملحوظ وهذا بعد التعليمات وتوجيهات والي العاصمة الذي ركّز في إطار تجسيد مشروع الجزائر البيضاء على تخصيص هكتارات هامة حتى تكون فضاءات خضراء يستفيد منها المواطن الجزائري في الترفيه عن النفس والاسترخاء.
 وفي هذا الإطار، خصّصت ولاية الجزائر حصة الأسد فيما يخصّ العقارات المسترجعة في إطار عملية إعادة الإسكان التي عرفتها العاصمة الرامية إلى القضاء على الأحياء القصديرية، لتجسيد مساحات خضراء لإنجاز مشاريع تنموية على حسب احتياجات كل المنطقة لتوجه مساحات أخرى لتجسيد مساحات خضراء في إطار تغير الوجه الجمالي للعاصمة.
على غرار الحي القصديري دودو مختار الواقع ببلدية حيدرة التى تحوّلت إلى حديقة عمومية، وذلك في عمل منسق مع مصالح الغابات تمّ خلالها انجاز 20 هكتارا وبتكلفة مالية ناهزت 150 مليون دج، شكّلت مكسبا هاما لسكان العاصمة الذين يحبّذون المناظر الطبيعية بعيدا عن زحمة المرور والانشغالات اليومية.
 وبعد أن كانت العاصمة تفتقر لأماكن للاستراحة تمكّنت الولاية من تجسيد خلال السنتين الأخيرتين العديد منها نجدها موزعة عبر عدد من أحياء وبلديات العاصمة على غرار، ما تمّ تجسيدة بساحة أول ماي، ساحة تافورة، الطريق المحاذي للطريق السريع زرالدة بن عكنون وبضبط بالمقطع الخاص بعين الله ببلدية دالي إبراهيم، وضفتي وادي الحراش، فضلا عن إعادة تهيئة غابات بوشاوي، بينام، بن عكنون وغيرها من المشاريع التي جاءت لتحسن الخدمة العمومية، وهي المشاريع التي تمّ إطلاقها من طرف والى العاصمة عبد القادر زوخ وتمّ إسناد مهام انجازها الى  مؤسستا كوسيدار وإديفال.
 وجاءت هذه الأخيرة التي ساهمت بشكل كبير في تخفيف على المواطن في ظلّ المشاكل اليومية التي يعرفها، وكذا لإنجاح مشروع الجزائر البيضاء هذا الأخير، الذي رصدت له السلطات مبالغ مالية معتبرة والتي ركز خلالها والي العاصمة كمرحلة أولى في القضاء النهائي على النقاط السوداء الخاصة بالنفايات، والأسواق الفوضوية، ليتوجّه من خلال سياسة الحكومة الخاصة بالقضاء على الأحياء القصديرية التي شوّهت من المنظر العام، حيث تمكّن من خلال عمليات إعادة الإسكان الـ22 من استرجاع عقارات ضخمة وجهت جزء منه إلى المساحات الخضراء التي تيقنت في الأخير أن إنجاح الجزائر البيضاء يبقى مرهون بالشقّ الجمالي للمدينة وعليه قامت  بالاهتمام بهذا الشقّ من خلال تخصيص مرافق ترفيهية ومساحات خضراء هامة كما أخذت على عاتقها تهيئة الغابات والحدائق العمومية التي تبقى ناقصة مقارنة بمساحة العاصمة وكثافتها السكنية.
 وتمكّنت الولاية من إعادة الاعتبار لغابة بوشاوي التي باتت تشكل قبلة كل العاصميين، خاصة أيام العطل الأسبوعية، حيث تستقطب عدد كبير من العائلات، حيث باتت الغابة تعدّ وجهة سياحية بالدرجة الأولى، حيث باتت تعرف الوافدين من مختلف الولايات، فضلا عن السياح الأجانب تقدم خدمات نوعية بعد أن قامت السلطات المحلية بتهيئتها وإعادة بعث على مستواها نشاط المرافق وإعادة تسييجها ومنحها مدخلا رئيسيا يليق بزوارها.
 نفس الاهتمام حظيت به غابة بينام التي تفوق مساحتها الـ590 هكتار التي باتت تشكّل هي الأخرى قابلة للعاصمين للترفيه عن النفس، حيث كلفت مؤسسة كوسيدار بالتنسيق مع مديرية الغابات لولاية الجزائر بمشروع تهيئتها والعمل على تزويدها بمختلف المرافق الضرورية.
كما عرفت العديد من الحدائق التي طالها الإهمال إعادة تهيئة وتجهيز على غرار حديقة صوفيا، حديقة الحرية وسط العاصمة والتي تمتاز بمناظر هندسية رائعة، حيث تعد بمثابة إرث حضاري طبيعي، تمّ إعادة فتح أبوابها للعائلات والأطفال لترفيه عن النفس.
كما شكّل مشروع وادي الحراش أهم الانجازات التي تعوّل عليها العاصمة في كسب رهان الجزائر عاصمة البحر الأبيض المتوسط لما يشكله هذا الأخير من أهمية باعتبار أنه يركز على تخصيص على مستواه ملاعب ترفيهية ومساحات خضراء، تكون بمثابة خليج يمزج بين المساحة الخضراء وزرقة البحر، على اعتبار أنه يطل على البحر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024