توقع إنتاج 22 ألف ميغاواط بحلول 2030

الجزائر..خيوط الشّمس تصــوغ التّحـــوّل الطّاقــوي

سارة بوسنة

 إقامــة محطّــــات طاقـــة شمسيـــة قـادرة علـــــى توليــــد الكهربــــاء بكميـــــات معتـــبرة

 تسعى الجزائر بشكل جاد نحو التحول الطاقوي، وخاصة في مجال الطاقات المتجددة، ومن بين هذه الطاقات، تبرز الطاقة الشمسية كأحد الحلول المثالية، وذلك بسبب الموقع الجغرافي المميز الذي تتمتع به الجزائر، فهي تُعتبر من بين الدول التي تتلقى أعلى مستويات الإشعاع الشمسي في العالم، حيث أكثر من 3000 ساعة من الإشعاع الشمسي سنويا، ما يجعلها في موقع يسمح لها بتوليد الطاقة الكهروضوئية بشكل كبير.
 الطاقة الشمسية في الجزائر ليست مجرد خيار بيئي بل هي ضرورة اقتصادية أيضا، تسعى من خلالها البلاد إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، وتوفير طاقة نظيفة ومستدامة تلبي احتياجاتها الداخلية وتساهم في تقليل البصمة الكربونية، وهذا التحول الطاقوي يهدف أيضًا إلى تعزيز الاستقلالية الطاقوية للجزائر، ويُعد خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة.
لقد بدأت الجزائر بالفعل في تنفيذ مشاريع ضخمة للاستفادة من الطاقة الشمسية في العديد من المناطق، لاسيما في الجنوب الجزائري الذي يتمتع بمزايا كبيرة في هذا المجال، ففي هذه المنطقة الصحراوية، تسعى الجزائر إلى إقامة محطات طاقة شمسية ضخمة، بحيث تكون قادرة على توليد الكهرباء بكميات كبيرة.
وعلى الرغم من التركيز الكبير على الجنوب، بدأت الجزائر أيضا في الاستفادة من الطاقة الشمسية في المدن الكبرى مثل الجزائر العاصمة، ففي هذه المدن تمّ تركيب ألواح شمسية على أسطح العديد من المباني العامة مثل المدارس والمستشفيات، بهدف التقليل من الضغط على الشبكة الكهربائية المحلية، بالإضافة إلى توفير الطاقة النظيفة للمرافق العامة.
ومع تقدم هذه المشاريع، ظهرت منافع كبيرة على الأرض خاصة في المناطق النائية، فعلى سبيل المثال، تم تركيب الألواح الشمسية في العديد من القرى الصحراوية والمناطق الجبلية التي كانت تعاني من صعوبة في الوصول إلى الطاقة الكهربائية، وبفضلها بات بإمكان سكان تلك المناطق التمتع بالكهرباء التي تساهم في تحسين حياتهم اليومية، حيث يعتبرها الكثيرون حلا مثاليا في تقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري في هذه المناطق النائية.
وتطمح الجزائر مستقبلا إلى توسيع استخدام الطاقة الشمسية بشكل كبير، من خلال إنتاج 22 ألف ميغاواط من الطاقات المتجددة بحلول عام 2030، مع تركيز خاص على الطاقة الشمسية، هذه الخطة الطموحة تمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاستقلال الطاقوي، وضمان استدامة الإمدادات الكهربائية في المستقبل، كما تسعى إلى تصدير الطاقة الشمسية إلى أوروبا ودول أخرى في المنطقة، ممّا يعزز دورها كمصدر رئيسي للطّاقة المتجدّدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025
العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025