كشفت بيانات تحليلية للنفايات المنزلية المنتجة بولاية معسكر عن حقائق هامة، ستستغلها المؤسسة العمومية لجمع وتسيير النفايات المنزلية في رسم إستراتيجيتها المستقبلية لتثمين النفايات وتعزيز فعالية مشاريعها الجديدة، في مجال البيئة والتنمية المستدامة، على غرار محطة إنتاج الأسمدة العضوية، ووحدة لرسكلة البلاستيك والكرتون، وأخرى لإنتاج الأكياس البلاستيكية.
أوضحت مديرة البيئة لمعسكر، زهراوي زهرة، أن المبادرات الطموحة التي تشهدها ولاية معسكر، في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وأبرزها إنشاء وحدات متخصصة في رسكلة البلاستيك والكرتون وإنتاج السماد العضوي، تابعة للمؤسسة العمومية للنظافة، تمثل نموذجا يحتذى به في مسيرة الجزائر نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإدارة رشيدة للموارد، مشيرة إلى أن هذه المشاريع ليست مجرد حلول للتحديات البيئية، بل هي استثمار حقيقي في مستقبل أجيالنا القادمة، وتعكس ترسيخ مفهوم تحويل النفايات إلى ثروة تخدم الاقتصاد الوطني والبيئة، وأضافت مديرة البيئة لمعسكر: “نحن في قطاع البيئة نشد على أيدي القائمين على هذه المبادرات المباركة، ونؤكد دعمنا الكامل لكل جهد يهدف إلى بناء جزائر خضراء ومستدامة”.
وأشارت المتحدثة إلى أنه تم إجراء تحليل دقيق لخصائص النفايات المنتجة على مستوى الولاية، كشفت نتائجه إلى أن النفايات العضوية تمثل النسبة الأكبر من النفايات، حيث تبلغ حوالي 65 % من إجمالي النفايات. في المقابل، تبلغ نسبة النفايات القابلة للاسترجاع حوالي 35%، وأضافت أن كمية النفايات المسترجعة بالطن على مستوى مراكز الردم والمفارز المراقبة منذ دخولها حيز الاستغلال بلغت 2179.02 طن.
ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى أن نسبة النفايات المسترجعة لا تقدر سوى بـ 1.12 % من إجمالي النفايات المنتجة، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز جهود الفرز من المصدر وزيادة القدرة الاستيعابية لوحدات إعادة التدوير.
وقالت المسؤولة على قطاع البيئة بمعسكر، أن هذه التحليلات التفصيلية لخصائص النفايات تمثل خطوة أساسية نحو تطوير استراتيجيات إدارة نفايات أكثر فعالية واستدامة في ولاية معسكر، من خلال الاستثمار في البنية التحتية المناسبة، وتعزيز الوعي بأهمية الفرز من المصدر، الأمر الذي يتيح للمؤسسة العمومية للنظافة أن تحقق نقلة نوعية في إدارة النفايات، وتحويل التحديات إلى فرص تخدم البيئة والاقتصاد المحلي على حد سواء.
وأكدت زهراوي زهرة، أن هذه المعطيات تبرز الأهمية الإستراتيجية للمشاريع الجديدة التي أطلقتها المؤسسة العمومية لجمع وتسيير النفايات المنزلية، وعلى رأسها وحدة رسكلة البلاستيك والكرتون ومحطة إنتاج السماد العضوي، حيث يصبح مشروع إنتاج السماد العضوي في بلدية مطمور، ذا أهمية قصوى لتحويل هذا المكون الرئيسي (النفايات العضوية) من النفايات إلى منتج ذي قيمة.
وبالمثل، فإن وحدة رسكلة البلاستيك والكرتون ستساهم في زيادة نسبة استرجاع وإعادة تدوير النفايات القابلة لذلك، والتي تشكل نسبة لا يستهان بها من إجمالي النفايات، زيادة على وحدة إنتاج الأكياس البلاستيكية المستحدثة، والتي ستلعب دورًا حيويًا في توفير المواد الأولية اللازمة لعمليات جمع النفايات، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة التوجه نحو بدائل صديقة للبيئة على المدى الطويل.
وتواصل المؤسسة العمومية للنظافة لولاية معسكر جهودها الرامية إلى تحقيق إدارة مستدامة للنفايات، حيث أعلنت عن مشروع طموح لإنشاء وحدة لرسكلة البلاستيك والكرتون، ووحدة أخرى لإنتاج الأكياس البلاستيكية التي تعتمد عليها في عملية جمع النفايات، إضافة إلى محطة لإنتاج السماد العضوي بمنطقة مطمور، التي دخلت حيز الإنتاج وتقديم خدماتها للفلاحين، بما يسمح بوضع مقاربة بيئية واقتصادية أساسها تحقيق تنمية مستدامة، حيث سيساهم المركز في إنتاج سماد عضوي ذي جودة عالية، حائز على شهادة المطابقة من وزارة الفلاحة، ومن المتوقع أن يساهم هذا المنتج في مضاعفة الإنتاج الفلاحي، والحد من فاتورة استيراد الأسمدة العضوية على المستوى المحلي والوطني.
وتأتي هذه المحطة لإنتاج السماد العضوي لتنضم إلى الوحدتين المستحدثتين مؤخرا، لرسكلة البلاستيك والكرتون وإنتاج الأكياس البلاستيكية، مما يعكس رؤية شاملة ومتكاملة للمؤسسة العمومية للنظافة في معسكر نحو إدارة مبتكرة ومستدامة للنفايات، وتحويلها إلى موارد قيمة تخدم البيئة والاقتصاد المحلي.