الطّاقة الكهروضوئية في خدمة مشاريع التنمية المحلية
استفادت عدد من بلديات بومرداس مؤخرا من مشاريع لتهيئة وتجديد شبكة الإنارة العمومية على مستوى الأحياء السكنية والطرقات العمومية، في إطار التحسين الحضري وتسهيل حركة سير المواطنين والمركبات في الفترة المسائية وساعات الليل، حيث بادرت البعض منها إلى اعتماد أنظمة جديدة وأجهزة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية التي أعطت حلة جديدة للأعمدة المزودة بألواح، وساهمت في تحسين نوعية الخدمة وتقليص نسبة الاستهلاك اليومي.
يشكّل مشروع التحول الطاقوي في الجزائر والتوجه التدريجي نحو تعميم استعمال الطاقات النظيفة والبديلة عن الموارد التقليدية الزائلة الهادفة، إلى رفع نسبة الاستغلال والاستعمال اليومي في مجال الإنارة العمومية، وفي مختلف الأنشطة الصناعية والاقتصادية، أحد أبرز تحديات الساعة التي دفعت بالسلطات العمومية الى إعادة تفعيل مشاريع ضخمة كانت مسجلة سابقا بالشراكة مع عدد من الدول الرائدة، وإطلاق أخرى جديدة في مجال إنتاج الطاقة بالاعتماد على المصادر الطبيعية الهامة التي تزخر بها بلادنا منها الشمسية، طاقة المياه والرياح.
وترتكز هذه المقاربة الجديدة التي اعتمدتها الجزائر على تنويع مصادر الطاقة واستخدامها اليومي، مع ترشيد عملية الاستهلاك والتوجه التدريجي نحو اعتماد أكثر على الطاقات النظيفة الصديقة للبيئة تماشيا والتحولات التي يعرفها العالم، وهذا وفق رؤية استشرافية وتوقعات لبلوغ نسبة 30 بالمائة في حدود سنة 2035، حسب تقديرات الخبراء ومعطيات البرنامج الوطني للطاقات المتجددة لإنتاج ما يقارب 15 ألف ميغاواط، بعد تجسيد جملة المشاريع والعقود المبرمة في هذا الشأن عبر 20 موقعا في 13 ولاية.
وقد انعكست هذه السياسة الجديدة التي سطرتها الجزائر في اعتماد آليات أخرى لدعم المشروع وتحقيق التكامل والاندماج التام من خلال سن قوانين جديدة، وتشجيع عملية الاستثمار في ميدان إنتاج الطاقات الجديدة، واقتحام الخواص في المجال. وهذا بظهور عدة مؤسسات رائدة في إنتاج وصناعة الألواح الشمسية المستعملة في الإنارة العمومية وتشغيل بعض الأجهزة المنزلية وحتى الصناعية ولو بصفة محتشمة في بداية الأمر بالنظر الى حداثة التخصص الذي يتطلب توفير أرضية من حيث الموارد والإطارات المتخصصة.
كما اعتمد البرنامج على تشجيع البحث العلمي الجامعي بإطلاق تخصصات في المجال، ونفس الأمر بالنسبة لقطاع التكوين المهني من خلال إدراج تخصصات في صيانة وتركيب الألواح الشمسية في عدد من مراكز التكوين المهني بولاية بومرداس التي تلقى إقبالا متزايدا من المتربصين بالنظر الى أهميتها، وتماشيها مع الحركية الاقتصادية والصناعية بالولاية ونوعية المشاريع المستحدثة، التي دفعت بالقائمين عليها الى البحث عن شراكات سواء مع الخواص أو قطاع التكوين لتوفير يد عاملة متخصصة ونوعية على غرار تخصص تسيير وصيانة محطات تحلية مياه البحر.وأمام هذه الحتمية الاقتصادية الاجتماعية، أولت السلطات الولائية والمحلية اهتمامات متزايدة لملف الطاقة بصفة عامة سواء ما تعلق بشبكة الغاز الطبيعي، الكهرباء الريفية ومشروع توسيع ربط المستثمرات الزراعية، أو ما تعلق بمشروع تجديد شبكات الإنارة العمومية في أحياء المدن والقرى التي استفادت في السنوات الأخيرة من عمليات هامة لإنجاز وصيانة مختلف الخطوط في إطار تحسين الإطار المعيشي للمواطن.