تشهد ولاية جيجل في الآونة الأخيرة تطورات ملموسة وواعدة في قطاعها الرياضي، مدفوعة بجهود مكثفة لتحسين البنية التحتية الرياضية ودعم المواهب الشابة، تعكس هذه التطورات رؤية شاملة للنهوض بالرياضة في الولاية، وجعلها قاطرة للتنمية الاجتماعية والشبابية.
عرفت الولاية، إطلاق وتجسيد عدد من المشاريع الهامة في مجال البنية التحتية الرياضية، تهدف إلى توفير فضاءات عصرية ومتكاملة لممارسة مختلف الرياضات، من أبرز هذه المشاريع تجديد وتأهيل ملاعب كرة القدم على مستوى البلديات، بما في ذلك تركيب العشب الاصطناعي وصيانة المدرجات ومرافق اللاعبين، بهدف توفير بيئة مناسبة للتدريب والمنافسة، وتشجيع الأندية المحلية على تحقيق أفضل النتائج. وإنشاء وتحديث القاعات المتعدّدة الرياضات في بعض المناطق، بالإضافة إلى تحديث وتجهيز القاعات الموجودة، لتستوعب مختلف الأنشطة الرياضية ككرة السلة، كرة اليد، والكرة الطائرة، وغيرها من الرياضات الفردية والجماعية.وفي هذا الإطار، تم تدشين ملعب قاوس الجديد بسعة 5400 مقعد، كما وضع حيّز الخدمة عددًا من الملاعب البلدية، في خطوة تهدف إلى تحسين ظروف ممارسة الرياضة وتوفير الفضاءات المناسبة للشباب، وانطلاق إنجاز القاعة المتخصّصة للرياضات ببلدية سيدي عبد العزيز، بتكلفة 7.2 مليار سنتيم.كما تم وضع الملعب البلدي بأولاد يحيى خدروش حيّز الخدمة، والذي خصّص له غلاف مالي يقارب 66 مليون دينار جزائري، ويُنتظر أن يستفيد منه أزيد من 22 ألف نسمة، في إطار توفير منشآت رياضية لائقة لتحسين ظروف الممارسة الرياضية وتعزيز النشاطات البدنية بالمنطقة، ووضع حيّز الخدمة الملعب البلدي في بلدية الجمعة بني حبيبي، الذي خضع لعملية تهيئة شاملة بتكلفة 5.5 مليار سنتيم، ضمن استراتيجية تحسين الملاعب البلدية. كما تم أيضاً، تدشين الملعب المتعدّد الرياضات الشهيد “ريموش الحسين” ببلدية قاوس، الذي يتّسع لـ 5400 مقعد ويضم شاشة عرض إلكترونية عملاقة، بتكلفة إجمالية بلغت 9.87 مليار سنتيم، وعرف مضمار ألعاب القوى أعمال توسعة حديثة بملحق المتعدّد الرياضات “رويبح حسين” ببلدية جيجل.وأعطت الوزارة الوصية، دعمها لإنجاز مسبحين جديدين، ومرافقة مشاريع المسابح الجوارية المقترحة في 6 بلديات جبلية، بهدف تعميم الممارسة الرياضية في المناطق المعزولة.وتتوفر ولاية جيجل على 19 منشأة تابعة لديوان المركب المتعدّد الرياضات، فيما تمّت إعادة تهيئة 24 ملعبًا بلديًا بالعشب الاصطناعي، مع تحسين الإنارة وتجهيز غرف تغيير الملابس، خلال الفترة الممتدة من 2020 إلى 2025، بكلفة إجمالية بلغت 115 مليار سنتيم. كما تم تخصيص غلاف مالي قدره 24 مليار سنتيم لإعادة تأهيل الملاعب الجوارية في 24 بلدية، حيث تم استلام 55 ملعبًا فعليًا، في حين تم رفع التجميد سنة 2023 عن 24 عملية تنموية تخص مختلف المشاريع الرياضية بالولاية.كما تحصي الولاية في جانب المورد البشري، على 178 مربيًا رياضيًا يعملون بالتوقيت الجزئي، موزّعين على 15 تخصّصًا رياضيًا، ما يعكس تنوع النشاطات وتوسّع القاعدة التكوينية للشباب.والجدير بالذكر، شهدت السنة الماضية، دخول 7 مشاريع في قطاع الشباب والرياضة بولاية جيجل حيّز الخدمة ، خصّص لتجسيدها غلاف مالي فاق 270 مليار سنيتم، متمثلة في المسبح الجواري سيدي معروف، المسبح نصف الأولمبي بالميلية، القاعة متعدّدة الرياضات 3000 مقعد بجيجل، وإعادة تأهيل الملعب متعدّد الرياضات 5400 مقعد بالطاهير، إضافة إلى إنجاز وتجهيز ملعب متعدّد الرياضات 5400 مقعد بقاوس، إعادة الاعتبار للقاعة متعدّدة الرياضات بالعوانة، وكذا تأهيل المسبح النصف أولمبي بجيجل، فيما بلغ عدد المشاريع في طور الإنجاز ضمن البرنامج القطاعي 10 عمليات.ورغم هذه التطورات الإيجابية، لا تزال هناك تحديات تواجه القطاع الرياضي في جيجل، أبرزها الحاجة إلى استثمارات إضافية في بعض التخصّصات الرياضية، وتوفير الدعم المالي اللازم للأندية والجمعيات، ومع ذلك، فإن الآفاق المستقبلية تبدو واعدة، حيث تسعى السلطات المحلية إلى مواصلة الجهود لتطوير القطاع، ووضع جيجل على الخارطة الرياضية الوطنية كقطب رياضي بامتياز.
