احتضنت دار الثقافة محمد سراج وسط مدينة سكيكدة، حفل تكريم المتفوقين في شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا دورة جوان 2025، في تقليد سنوي، حيث أشرف عليه والي سكيكدة السعيد أخروف، وعرف حضورا واسعا ضم ممثلي السلطات المحلية، أعضاء من الأسرة التربوية، الأولياء.
تمّ خلال الحفل تكريم 54 تلميذًا متفوقًا في شهادة البكالوريا ممن تحصلوا على تقدير “ممتاز” بمعدلات تفوق 18/20، كما لم تغب فئة ذوي الهمم عن منصة التكريم، حيث تم الاحتفاء بـ 4 تلاميذ من هذه الفئة ممّن تجاوزوا العقبات وحققوا نتائج متميزة، تأكيدًا على مبدأ تكافؤ الفرص ودعم الفئات الخاصة، وعلى مستوى شهادة التعليم المتوسط (البيام)، كرّم 46 تلميذًا بتقدير ممتاز، إلى جانب 13 تلميذًا من ذوي الهمم.
وفي لفتة تعكس روح العمل الجماعي، تمّ تكريم الثانويات الثلاث الأولى ولائيا في امتحانات شهادة البكالوريا، وكذلك المتوسطات الثلاث الأولى في امتحانات التعليم المتوسط، وفق تصنيف يعتمد على نسبة النجاح، ما يعكس حجم الجهود المبذولة داخل المؤسسات التربوية على المستويات الإدارية والبيداغوجية.
وثمّن مدير التربية لولاية سكيكدة، بلقاسم العيفة، هذا الموعد التربوي الذي أصبح بمثابة تقليد يعكس مدى التقدير للتلاميذ المتفوقين، “نحن لا نكرّم فقط النتائج، بل نحتفي بالجهد، ونحفّز على الاستمرارية في طريق التفوق، لأننا نؤمن أن الاستثمار في الإنسان هو أساس التنمية الفعلية.
..تكريم 96 متفوّقًا بجيجل
أشرف والي ولاية جيجل، أحمد مقلاتي، على حفل تكريم 96 تلميذًا متفوقًا في امتحاني شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا لدورة جوان 2025.
وقد حقّق قطاع التربية في جيجل انجازا بارزا هذا العام، حيث احتلت الولاية المرتبة الثالثة وطنيًا في نسبة النجاح في شهادة التعليم المتوسط بنسبة بلغت 67.17 %، وكانت التلميذة خداش مروى، من متوسطة عميرة موسى بجيجل، نجمة الحفل، بعد أن تصدرت المرتبة الأولى على مستوى الولاية والثالثة وطنيًا بمعدل استثنائي بلغ 19.46، هذا الإنجاز المميز جعلها تحظى بشرف التكريم من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في حفل رسمي بالعاصمة، لتكون مثالا يحتذى به في التفوق والمثابرة.
وفي امتحان شهادة البكالوريا، سجّلت ولاية جيجل نسبة نجاح بلغت 51.80 %، وبرزت الطالبة مجدوب لينة، من ثانوية محمد الصديق بن يحيى بالميلية، كأحد ألمع النجوم في هذه الدورة، حيث حصلت على المرتبة الأولى ولائيًا بمعدل 19.17، وهو من بين أعلى المعدلات على المستوى الوطني. هذا الإنجاز يؤكّد على جودة التعليم والتحصيل العلمي في الولاية.
في لفتة إنسانية مؤثرة تحمل في طياتها معاني التضامن والاعتراف بالقدرات الاستثنائية، حظي ستة تلاميذ من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بتكريم خاص خلال فعاليات الحفل، تكريماً لتفوقهم الدراسي وروحهم العالية في مواجهة التحديات اليومية. وقد جسّد هذا التكريم رسالة مجتمعية قوية تعزز قيم الإدماج والمساواة، وتؤكد على أهمية توفير الفرص المتكافئة لكل التلاميذ، بغض النظر عن حالتهم الصحية أو الجسدية.
وقد استُقبلت هذه المبادرة بترحيب وتأثر بالغين من طرف الحاضرين، الذين عبّروا عن إعجابهم بعزيمة هؤلاء التلاميذ، وإشادتهم بالجهود المبذولة من طرف أسرهم وأساتذتهم، الذين ساهموا في خلق بيئة مشجعة ومحفزة على النجاح. كما مثّل هذا التكريم دعوة ضمنية إلى مواصلة دعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المنظومة التربوية، من خلال تهيئة الظروف المناسبة لمواصلة تعليمهم، وتوفير الوسائل البيداغوجية والتأطير النفسي الذي يساعدهم على تحقيق ذواتهم وتجاوز الصعوبات.
ويُعدّ إدراج هذا التكريم ضمن برنامج الحفل رسالة واضحة، مفادها أنه ثمرة إرادة قوية وطموح لا يلين، وهو ما جعل من لحظة التكريم لحظة فارقة طبعتها مشاعر الفخر والاحترام والتقدير.