تشهد ولاية سعيدة معدّلات متقدمة في تجسيد المشاريع التربوية، ما يؤهلها لمنافسة الولايات الرائدة وطنيا وطنيا من حيث عدد المرافق التعليمية وجودتها، وقد أسفرت الجهود المبذولة خلال السنوات الأخيرة عن تحقيق نسب إنجاز مرتفعة للمؤسسات التربوية عبر مختلف الأطوار، ممّا ساهم بشكل ملحوظ في التخفيف من الضغط الذي كان يعاني منه القطاع سابقا.
كشفت الزّيارات التفقدية التي قام بها المسؤول الأول عن الولاية، خلال العام المنصرم والنصف الأول من السنة الجارية، مدى التقدم الكبير في الأشغال الجارية على مستوى ورشات الإنجاز، والتي تشرف عليها مديرية التجهيزات العمومية. هذه الأخيرة أولت أهمية قصوى لإنشاء مرافق تربوية جديدة، تجسيدا للبرنامج التربوي الخاص بولاية سعيدة.
وقد بلغت نسبة الأشغال في المؤسسات التعليمية، على مستوى الأطوار الثلاثة الابتدائي، المتوسط والثانوي، مستويات عالية ممّا ساعد في تقليص الضغط الناجم عن الاكتظاظ الذي عانت منه المدارس خلال السنوات الماضية، ويعد هذا التحسن مؤشرا على قدرة القطاع التربوي المحلي على تجاوز الصعوبات السابقة، خاصة مع تزايد نسب التمدرس وارتفاع عدد السكان بالولاية.
ومن أبرز المؤشرات الإيجابية التي تمّ تسجيلها، انخفاض عدد التلاميذ داخل الأقسام، مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يترجم مباشرة في تراجع معدلات الاكتظاظ بفضل افتتاح مؤسسات جديدة، وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمؤسسات الحالية. وتتوقع انفراج أكبر مع بداية الموسم الدراسي المقبل، حيث سيتم استلام عدد مهم من المؤسسات التربوية الجديدة.
وسيسهم هذا التوسع في تقليص الفجوة بين عدد التلاميذ والمرافق التعليمية، وهو الهدف الأساسي الذي يسعى البرنامج التربوي الولائي إلى تحقيقه من خلال تخطيط مسبق ومدروس، يراعي حاجيات الولاية وتوزيعها الجغرافي. وقد شهد قطاع التربية بسعيدة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تدعيما ملحوظا تمثّل في استلام عدد معتبر من المؤسسات التربوية، الموزعة عبر مختلف بلديات الولاية، في إطار المخطط الوطني لتطوير المدرسة الجزائرية. وقد تم تجهيز هذه المؤسسات بكل الوسائل البيداغوجية والتقنية اللازمة لضمان جودة التعليم، وتحقيق الأهداف التربوية المسطرة.
كما تواصل مديرية التجهيزات العمومية مجهوداتها لضمان تنفيذ البرنامج التنموي في آجاله، حيث بلغ عدد المؤسسات الجاري إنجازها حاليا قرابة العشر مؤسسات تربوية بمختلف الأطوار. وتشير التقديرات إلى أن ذروة استلام المشاريع ستكون مع مطلع الموسم الدراسي الجديد، حيث سيتم تسليم متوسطتين، ثانوية جديدة وأربع مدارس ابتدائية، لتدخل الخدمة وتدعم المنظومة التربوية بالولاية.
وفي تصريحات سابقة، أكّد والي الولاية حرصه الشديد على جعل قطاع التربية محورا أساسيا في معركة التنمية الوطنية، من خلال تقليص معدلات الاكتظاظ، وتحقيق توازن بين عدد التلاميذ والمرافق التعليمية.
ويأتي هذا التوجه في إطار مسعى أوسع للنهوض بالمدرسة الجزائرية، وتوفير بيئة تربوية ملائمة تحفز التلاميذ على التحصيل، وتدعم المجهودات التربوية للأساتذة. بهذه الديناميكية المتسارعة في تطوير قطاع التربية، تبرهن ولاية سعيدة على قدرتها على التحول إلى نموذج ناجح في تسيير وتحديث المنظومة التعليمية، بما يضمن مستقبلا مشرقا لأبنائها، ومكانة مرموقة ضمن الولايات الرائدة في هذا المجال.