مهرجان سيرتا “الفانتازيا تراثنا”

قسنطينة.. الفروسية رافعة تراثية وتنموية

قسنطينة: مفيدة طريفي

 احتضن المركب السياحي “نجم الشرق” بمدينة قسنطينة، ندوة صحفية نظمتها الاتحادية الجزائرية للفروسية لتسليط الضوء على فعاليات الطبعة الأولى من مهرجان سيرتا للفروسية، الذي يُعد تظاهرة وطنية ودولية غير مسبوقة في مجال الفروسية الجزائرية، بما تحمله من أبعاد رياضية، تراثية، وسياحية.

 أكّد رئيس الاتحادية الجزائرية للفروسية، فوزي صحراوي، أنّ هذه الطبعة تُعد الأولى من نوعها في شمال إفريقيا من حيث تنوع الورشات والمستوى التنظيمي، الذي جمع بين الحداثة والخصوصية الثقافية المحلية، ولفت إلى مشاركة ثلاث دول مغاربية، هي تونس، ليبيا، والجزائر، إلى جانب حضور حكّام دوليين من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، ما أضفى طابعًا دوليًا واحترافيًا على الحدث.
وأوضح أنّ المهرجان لم يقتصر على الاستعراضات، بل مثّل فضاءً للتكوين والتبادل، من خلال ورشة التقاط الأوتاد الهادفة إلى إحياء هذا الموروث الثقافي، وورشة التداوي بالحصان التي أشرف عليها أطباء نفسيون من ولايات عين الدفلى، الجزائر، وقسنطينة.
تنوّع رياضي ومشاركة قياسية
 وأبرز المكلّف بالإعلام لدى الاتحادية، رتبح بوعشة، أنّ المهرجان نجح في دمج مختلف أنماط الفروسية في فضاء واحد، من الفروسية الأولمبية إلى الفروسية الشعبية، وكشف عن مشاركة أكثر من 1500 فارس ومدرب ومؤطّر ضمن فعاليات تميّزت بتعدّد الورشات وتكامل أدوارها، لا سيما في الجانب الاجتماعي، من خلال تخصيص أنشطة علاجية للأطفال من ذوي الهمم.
وأضاف أنّ اختيار قسنطينة لاحتضان هذه الطبعة جاء لاعتبارات موضوعية، أبرزها علاقتها التاريخية بعالم الفروسية، وجاهزية منشآتها، خاصة “نادي نجم الشرق” الذي يمتلك بنية تحتية تؤهّله لتنظيم فعاليات من هذا الحجم.
الفانتازيا في قلب المهرجان
 رئيس اللجنة التقنية للفانتازيا، السيد “محمود قحايرية”، سلّط الضوء على مكانة الفانتازيا داخل هذا الحدث، معتبرًا إياها جوهر الهوية الفروسية الجزائرية، ومظهرًا حيًّا من مظاهر التنوع الثقافي، وأكّد أنّ عروض الفانتازيا ليست مجرد مشاهد احتفالية، بل تمثل ذاكرة جماعية تربط الأجيال بماضيهم، وتعكس تقاليد كل منطقة من حيث اللباس، الحركات، استعمال البارود، وتشكيلات الفرسان.
دعوات لتكامل مغاربي في الفروسية
 وشهدت الندوة مداخلة قوية من ممثل الفروسية الليبية، ضيف الشرف، الذي عبّر عن إعجابه بتنظيم المهرجان، معتبرًا إياه تجسيدًا لانفتاح الجزائر على محيطها المغاربي، ودعا إلى إطلاق مهرجان مغاربي للفروسية يشمل الجزائر، تونس، ليبيا وموريتانيا، لتعزيز التبادل الثقافي وحماية التراث المشترك.
رؤية مستقبلية للفروسية الجزائرية
 وفي ختام مداخلته، أكّد رئيس الاتحادية الجزائرية للفروسية، أن الهيئة تسعى إلى توسيع قاعدة الممارسة، حيث تضم حاليًا حوالي 55 نادٍ عبر الوطن، مع هدف بلوغ 100 نادٍ قبل نهاية السنة، تشمل مختلف أنماط الفروسية التقليدية والعصرية. وأشار إلى إطلاق مسابقات جديدة في المستقبل القريب، منها الترويض، التحمل، القفز على الحواجز، ومسابقات جمال الخيول، في إطار مشروع متكامل لتطوير الرياضة الفروسية بالجزائر.
برنامج ثري يمتد إلى غاية 28 جوان
 وتمتد فعاليات مهرجان سيرتا للفروسية إلى غاية 28 جوان الجاري، ويتضمّن البرنامج ورشات وعروضًا متنوعة، من بينها ورشة التقاط الأوتاد من 14 إلى 19 جوان، وورشة الهيئة والنموذج للحصان الجزائري في 19 جوان. كما ستقام عروض الفانتازيا الشعبية يومي 20 و21 جوان، وورشة العلاج بالخيل المخصّصة لذوي الهمم في 21 جوان، بالإضافة إلى تجمّع تحضيري لفرسان النخبة استعدادًا للألعاب المتوسطية 2026.
وسيُخصّص يوم 22 جوان لورشة القدرة والتحمّل، في حين تنطلق فعاليات القفز على الحواجز من 24 إلى 28 جوان، إلى جانب ورشة مخصّصة للفروسية المدرسية والجامعية يوم 26 جوان. وتُختتم فعاليات المهرجان بالمسابقة الوطنية الكبرى في القفز على الحواجز من 26 إلى 28 جوان.
وتُقام فعاليات هذا المهرجان برعاية وزارات الثقافة، الشباب والرياضة، والفلاحة، وبدعم من والي ولاية قسنطينة، في إطار رؤية وطنية لتثمين الموروث الفروسي، وتشجيع السياحة الثقافية، واستثمار الطاقات الشبانية ضمن مشروع تنموي متكامل.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025
العدد 19802

العدد 19802

السبت 21 جوان 2025
العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025