تستهلـك 42 بالمائة مـن الكهرباء التقليديـة

وهران..تطوير مصادر الطّاقة المتجدّدة وتعزيـز الكفـاءة الاقتصاديــة

1906 عمود إنارة شمسية..200 نقطة قيد التّنفيذ وجهود لاستغلال الرّياح

 تركّز الجزائر على تحقيق الاستخدام الأمثل لمصادر الطاقة وتقليل الإنبعاثات الضارّة، واضعة ذلك في صميم أولوياتها ضمن إستراتيجية التحوّل نحو الطاقات المتجدّدة، باعتبارها أحد أهم البدائل لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الإقتصادية، الاجتماعية والبيئية.

 في إطار هذه الجهود، تواصل وهران، ثاني أكبر مدن الجزائر وأحد أبرز المراكز الاقتصادية والديموغرافية، تنفيذ خطة طموحة تستهدف تنويع مصادر الطاقة، وتقليل آثار التلوث من خلال تعزيز الاعتماد على الطاقات المتجددة، والتوسع في استخدام نظام غاز البترول المميع كوقود للمركبات.

تعزيز الاعتماد على الطّاقات البديلة

 أكّدت رئيسة مصلحة الكهرباء والغاز بمديرية الطاقة والمناجم لولاية وهران، نسرين بن ديدة، أن “الدولة وفرت كافة الظروف والتسهيلات اللازمة لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، والتي تعد مفتاحا للتنمية المستدامة والتحول نحو الإقتصاد الأخضر.
وتطرّقت بن ديدة في حديثها لـ “الشعب”، إلى بعض الإجراءات التي تم تنفيذها، من بينها ضبط عمليات الاستيراد وتشجيع الاستثمار في القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية ذات الصلة بهذا المجال الحيوي، مثل تصنيع الألواح الشمسية والمكونات الأساسية للإنتاج، بهدف خفض التكاليف.
كما أشارت إلى التسهيلات المخصصة للمرقّين العقاريين، من خلال توفير حوافز مالية، تهدف إلى تعزيز اعتماد أنظمة العزل الحراري واستخدام الطاقات المتجددة في قطاع البناء، وذلك ضمن إطار الخدمات التي تقدمها الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استخدام الطاقة (APRUE)، وفق ما أوضحته المسؤولة.
وذكرت أن “جميع المبادرات والإجراءات تُطبق وفقا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بهدف ضمان فعالية القرارات الإستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة الاقتصادية وتطوير مصادر الطاقة المتجددة، سعيا لتخفيف الأعباء الناتجة عن استهلاك الطاقة، خاصة على مستوى الجماعات المحلية”.

للاصطياف..زيادة الإنارة الشّمسية

 في سياق متصل، أوضحت المتحدث ذاتها أن “عدد أعمدة الإنارة التي تعتمد على الطاقة الشمسية في ولاية وهران وصل إلى 1906 عمود حتى نهاية عام 2024”. وأضافت أن “هناك خطط لاستكمال تركيب 200 نقطة ضوئية جديدة، مع إضفاء لمسة جمالية عليها بأسلوب مستدام وصديق للبيئة، تحسبا لموسم الإصطياف المقبل”.
كما أفادت بأن “غالبية البلديات قد استبدلت المصابيح الزئبقية بنماذج أكثر كفاءة من حيث الطاقة والتكلفة، مثل مصابيح LED بهدف خفض استهلاك الكهرباء، تعزيز إدارة الموارد المالية، والحد من التأثير السلبي على البيئة”، كما أشارت إلى الجهود المتواصلة لتزويد المؤسسات التعليمية بألواح الطاقة الشمسية، مستشهدة بمدرسة عقبة بن نافع في بلدية مسرغين كنموذج لمنطقة ظل، إلى جانب المدارس الأخرى التي تعتمد على الطاقة الكهربائية التقليدية والطاقة الكهروضوئية.أشادت أيضا بالجهود المحلية للاستفادة من طاقة “الرياح” في الإنارة العمومية، مع التركيز على المناطق ذات الإمكانيات العالية مثل “الكورنيش الوهراني”، حيث يتم التعاون مع مكاتب دراسات متخصصة، أبرزها الوكالة الوطنية لترقية وترشيد استخدام الطاقة (APRUE).

الكهربــاء التقليديــة

 من جانب آخر، أكدت رئيسة مصلحة الكهرباء والغاز بمديرية الطاقة والمناجم، أن “ولاية وهران تتمتع بمرونة كبيرة ووفرة عالية في مجال الطاقة، حيث توفر شبكة الكهرباء التقليدية، قدرة استثنائية على ضمان تغطية شاملة لجميع بلدياتها”.
وتتيح هذه الشبكة الوصول بكفاءة وبتكاليف منخفضة إلى المناطق النائية ومراكز التجمعات السكانية البعيدة، ما يجعلها في أريحية تامة”، بحسب تعبيرها.وذكرت بن ديدة أن “أكثر من 700 مستثمرة ومحيط زراعي تم ربطه بشبكة الكهرباء، منذ انطلاق العملية في عام 2021، وذلك في إطار الجهود المشتركة بين المديرية الولائية لتوزيع الكهرباء والغاز (سونلغاز) وقطاع الفلاحة”.
و«شمل هذا البرنامج الاستثماري، الذي بلغت تكلفته الأولية 558 مليون و321 ألف و989.45 دينار جزائري، مختلف المحيطات الفلاحية المنتجة المنتشرة عبر إقليم الولاية، بما في ذلك 15 مستثمرة لا تزال قيد الدراسة”، وفقا لما أوضحته المتحدثة.
واستنادا للمصدر ذاته، تعد عاصمة الغرب الجزائري، واحدة من المراكز الرئيسية لإنتاج الطاقة الكهربائية على المستوى الوطني، حيث تصل الطاقة الإنتاجية الإجمالية إلى حوالي 1730 ميغاواط/ساعة موزعة عبر خمس محطات توليد كهرباء”.
و«توفر هذه الطاقة خدماتها لشبكة واسعة، تضم 524,965 مشتركا، موزعين بين مستويات التوتر العالي والمتوسط والمنخفض، مما يبرز حجم الطلب الكبير على الكهرباء في المنطقة”. كما “يتميز استهلاك الكهرباء في الولاية بكونه معتدلا نسبيا، إذ لا يتجاوز خلال فترات الذروة نسبة 42% من إجمالي الطاقة المنتجة، مما يتيح إمكانية تحويل الفائض الكهربائي إلى الشبكات الوطنية”.

ترشيـد الاستهــلاك

 و«عند مقارنة نوعي الطاقة الكهربائية والطاقة الكهروضوئية في الاستخدام المنزلي، يظهر اختلاف واضح في الاستهلاك والمردودية، حيث إن الكهرباء التقليدية، لا يمكن تخزينها بأي نطاق، كونها تعتمد على إنتاج مستمر”. أما “مصادر الطاقة التي تستخدم الألواح الشمسية لإنتاج الكهرباء، فتتميز بمعدل استهلاك محدد ومردودية منخفضة، ما يستلزم إدارة ذكية لضمان استخدامها بكفاءة”.
في ضوء ذلك، أكدت رئيسة مصلحة الكهرباء والغاز بالمديرية المحلية للطاقة والمناجم، بن ديدة نسرين، أن “تحقيق أقصى استفادة من الطاقة الشمسية، يتطلب ترشيد استهلاك الكهرباء والاعتماد على الأجهزة ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة”.
ولهذا السبب، تُنظّم وزارة الطاقة حملات توعوية دورية بالتنسيق مع سلطة ضبط الكهرباء والغاز، إضافة إلى الوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده، بهدف تعزيز الوعي العام بأهمية توفير الطاقة واستخدامها بذكاء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19756

العدد 19756

الخميس 24 أفريل 2025
العدد 19755

العدد 19755

الأربعاء 23 أفريل 2025
العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025