بلدية بوحشـانة (قالمة)

غيـاب مـرافـق جـوارية يؤرق الــسـكـان

قالمة: إلياس بكوش

يعيش سكان بلدية بوحشانة التي تبعد نحو 30 كلم شرق عن عاصمة ولاية قالمة، واقعا معيشيا مريرا، تنعدم فيه أي بوادر للأمل، بسبب الغياب الكلي لمرافق جوارية ومشاريع تنموية.

«الشعب»، تقرّبت من بعض سكانها تحدثوا عن المشاكل والنقائص التي يعانون منها والتي لازالت مطروحة بحدة رغم الوعود التي يقطعها عليهم ممثلو وأعضاء المجالس المحلية المنتخبة في كل مرة، ولم ترّ النورعلى حدّ قولهم.
وحسب ما جاء على لسان سكان بلدية «بوحشانة»، فإنهم يعانون من مشكل إنعدام شبه تام للتهيئة العمرانية والمرافق الضرورية، بالإضافة إلى تحوّل الطرقات لبرك من المياه والأوحال خلال تساقط الامطار وكثرة الحفر والمطبات التي نغّصت حياتهم اليومية، حيث أعرب المواطنون عن قلقهم من الوضعية التي آلت إليها طرقات هذه البلدية رغم توجيه العديد من المراسلات والشكاوى للمجلس البلدي لمطالبته إيجاد حل سريع وتزفيت الطرقات وتهيئتها إلا أن الوعود بقيت حبيسة الأدراج.
مشكل آخر لا يقل عن السابق، حيث تعرف العديد من أحياء البلدية تسربات كثيرة لمياه الصرف الصحي، هذه الأخيرة باتت تؤرق السكان، حيث يطالب قاطنو أحياء البلدية، الجهات الوصية التدخل العاجل لتحسين المعيشة، واستدراك النقائص المسجلة.
من جهة أخرى أبدى سكان البلدية تذمرهم الشديد من نقص الإنارة العمومية بالمنطقة، إذ عبّر بعضهم عن المعاناة التي يعيشونها جراء انعدام هذه الخدمة العمومية، الأمر الذي جعلهم لا يغادرون منازلهم، خاصة في الفترات المسائية بسبب الظلام الدامس الذي يعرفه الحي تخوفا من الاعتداءات والسرقة.
محطة للمسـافرين مطلـب ملّـح
يشتكي سكان بلدية بوحشانة من غياب محطة للحافلات، حيث يضطرون للوقوف على حافة الرصيف لانتظار الحافلات تحت الشمس الحارقة صيفا والأمطار شتاء، فلا واقيات ولا مساحات لوقوف المواطنين.
أحد المواطنين أعرب عن استيائه الكبير، من مشكل التهميش واللامبالاة التي تشهدها المنطقة، في ظل غياب محطة لنقل المسافرين مع عجز البلدية عن توفيرها، الأمر الذي انجرّ عنه معاناة كبيرة يواجهها المواطنون يوميا، خاصة مع ارتفاع الكثافة السكانية بشكل ملحوظ في السنوات الاخيرة.
كما تعيش العديد من المشاتي التابعة لبلدية بوحشانة، على غرار مشتتة لعساسلة ، القارقار، بن صالح وغيرها،  حالة من التهميش والعزلة، أين تنعدم أدنى شروط العيش الكريم بهذه المناطق.
تعاني قرية «القارقار» من انعدام المسالك والطرقات المعبدة والتي تربطها بالمناطق المجاورة، إضافة إلى افتقارها للربط بشبكة الماء الشروب، ما جعل السكان يستعملون طرق بدائية لنقل المياه إلى سكناتهم، كما تسجل هذه المشتة انعدام مختلف المرافق والتهيئة ما زاد من معاناتهم اليومية، وتفتقر للطرقات خاصة الطريق الرابط بين القرية ومقر البلدية باعتباره الطريق الوحيد للفلاحين للوصول إلى محاصيلهم وكذا نقلها.
أحد قاطني مشتة لعساسلة، أبدى استغرابه من الحقرة والتهميش المسلط عليهم من طرف المسؤولين المحليين، بالرغم من أن المسافة التي تربطهم بالبلدية ليست بعيدة لتمكينهم من مختلف ضروريات العيش الكريم، ما جعلهم يطالبون والي ولاية قالمة بضرورة التدخل العاجل وإدراج مختلف المشاريع التنموية ما يقوي تمسكهم بأراضيهم، لمواصلة ممارسة نشاطهم الفلاحي والحيلولة دون هجرة المزيد من سكان المنطقة نحو المدن.
من جانبه يضيف مواطن من قاطني مشتتة القارقار، «إن اليأس لم يستول على السكان العاديين بالقرى والمشاتي فحسب، بل امتد إلى سكان البلدية، واضاف ان بلدية بوحشانة تعاني في حدّ ذاتها، فما بالك بالقرى والمداشر التابعة إليها.
تأخير في توزيـع السـكنات
اشتكى مواطنو بلدية بوحشانة، من تأخر السلطات المحلية في الإعلان عن قائمة المستفيدين من السكنات والتي قدرت بـ50 مسكن بصيغة سكن إجتماعي.
مواطنو بلدية بوحشانة، ندّدوا بالتأخر الحاصل في الإعلان عن القائمة السكنات في ظل الحاجة الشديدة إليها وتساءلوا عن سرّ التماطل في الافراج عنها، رغم الانتهاء من الأشغال منذ قرابة عام، وألح المعنيون على ضرورة الإعلان على قائمة السكنات في القريب العاجل، مستنكرين الأوضاع المزرية التي يعيشونها داخل سكنات غير صالحة للعيش الكريم، وقد اضطر بعضهم إلى استئجار منازل بمبالغ مالية باهظة، الأمر الذي زاد من متاعبهم.
وناشد شباب البلدية السلطات المعنية ضرورة الالتفات إليهم وإلى جملة المطالب التي رفعوها في العديد من المرات، والمتمثلة في توفير المرافق الترفيهية والرياضية التي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن من جهة، وتجنبهم عناء التنقل إلى البلديات الأخرى من أجل ملء أوقات فراغهم.
وفي لقاء مع بعض قاطني البلدية، أكدوا لنا أن البلدية تفتقر للمرافق الترفيهية والمنشآت الرياضية، معبرين في ذات السياق عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من الغياب شبه التام لمختلف المرافق الرياضية كالملاعب الجوارية وقاعات الرياضة، مطالبين بضرورة توفير هذه الاخيرة للشباب، التي تعتبر المتنفس الوحيد لهم لممارسة مختلف النشاطات أثناء وقت الفراغ وتفجير طاقاتهم، حيث لا يجد هؤلاء سوى الجلوس في المقاهي وتبادل أطراف الحديث.
وأمام هذا الوضع، يطالب سكان بلدية بوحشانة، خاصة منهم الشباب المسؤول الأول عن البلدية بضرورة التدخل من أجل إنشاء مرافق رياضية وقاعات متعدّدة الرياضات التي من شأنها أن ترفع وتزيح الغبن عن حياتهم اليومية.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024