يتساءل المسجّلون في برنامج الوكالة الوطنية لتطوير السكن وتحسينه لسبتمبر 2013 (عدل 2) لولاية البليدة، الذين تم توجيههم إلى موقعي بني تامو وبوعرفة، عن تاريخ إنجاز سكناتهم وعن أسباب عدم انطلاق الأشغال رغم مضي سنتين عن قيامهم بعملية اختيار المواقع.
كان من المقرر أن تنطلق أشغال بناء 1500 سكن بأرضية تقع في شارع الإخوة زردي في بلدية بني تامو، غير أن الشركة التي استلمت المشروع حملت مُعداتها وغادرت لأسباب مجهولة، يقول أحد المكتتبين، والذي استغرب عدم تبرير هذه الخطوة من قبل السلطات وكذا وزارة السكن.
وأوضح بالقول: «بعد صدور مرسوم تنفيذي في أفريل 2020 يلغي تصنيف أراضي تابعة للمستثمرة الفلاحية رقم 14 في بني تامو على أنها فلاحية، طلبنا من وزارة السكن والسلطات تحويل مشروعنا إليها، أي بحي بن يطو الذي وُجه إليه مكتتبي الجزائر العاصمة في عملية اختيار المواقع لسنة 2020، لكن لم نلق آذان صاغية مع العلم أننا حصلنا على اختيارين في سنة 2019 عبر الموقع الإلكتروني لوكالة عدل وهما مفتاح وبني تامو».
وتحُوم الشّكوك حول إمكانية إلغاء موقع بلدية بوعرفة الذي من المفروض سيعرف إنجاز 3000 سكن به لمكتتبي «عدل 2» بالبليدة، ذلك أن الشركة التي استلمت هذا المشروع لم تحصل بعد على الترخيص لبدء الأشغال، علما أنها قامت بتسييج القطعة الأرضية التي تم اختيارها لتجسيد هذا المشروع، ويٌفترض أن تكون ثمة إجراءات إدارية تٌعرقل هذه الصفقة.
ويذكر أنّ مكتتبي ولاية البليدة اعتصموا مع نهاية الأسبوع المنقضي أمام مقر الولاية، في نفس اليوم الذي شهد زيارة فُجائية للوالي كمال نويصر إلى موقعي سيدي سرحان في بلدية بوعينان، والصفصاف في بلدية مفتاح، حيث ردّدوا شعارات ألحّوا من خلالها على تحويلهم إلى مواقع أخرى بالمدينة الجديدة بوعينان.
وفي هذا السياق، آثار أحد هؤلاء المعتصمين الجدل حول المعايير التي على أساسها تقوم وكالة «عدل» بتوجيه المكتتبين إلى المواقع السكنية، وصرح مكتتب في هذا السياق: «كان يُفترض على وكالة عدل أن تُوجه مكتتبي ولاية العاصمة إلى بلدية مفتاح بحكم قرب المسافة نحوها مقارنة بمكتتبي ولاية البليدة الذين يسكنون في الجهة الغربية، فهم الأجدر بالسكن في المدينة الجديدة بوعينان التي تم تخصيصها لمكتتبي العاصمة».
وتحدّث مكتتب يشتغل في ميدان الأشغال العمومية، عن تصميم المواقع وهندستها المعمارية: «متعارف عليه دوليا أن البنايات في الجبل تكون بأربعة طوابق على الأكثر، لكن عمارات سيدي سرحان بـ 9 طوابق (يقصد أسفل الهضبة)، وهذا التصميم سيطرح مشكلا بالنسبة للذين يسكنون فوق الطابق الرابع، وبالتالي لن يصعد اليهم الماء بسهولة».