بعد طول انتظار ومراسلات للسلطات المحلية هاهي اليوم بلدية سرايدي بولاية عنابة، تنتظر أن تتدعّم قريبا بمنشأة تربوية، من شأنها رفع الغبن عن تلاميذ الطور الثانوي، الذين عانوا كثيرا، حيث يجبرهم هذا الأمر على التنقل مسافة طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسة.
وضع الوالي جمال الدين بريمي حجر الأساس لمشروع انجاز ثانوية بسعة 600 مقعد بيداغوجي ببلدية سرايدي ومطعم بـ200 وجبة مخصّص لتلامذة النظام الداخلي، وهو المشروع الذي استحسنه سكان المنطقة، حيث سيرى النور أخيرا بعد طول انتظار ومراسلات لم تجد لها أذانا صاغية.
فقد كان التلاميذ يجدون مشقة كبيرة للانتقال إلى ثانوياتهم بمختلف بلديات عنابة، وهذا على ضوء نقص الحافلات وسيارات الأجرة، والتعطّل المتكرّر للمصعد الهوائي، لا سيما في فصل الشتاء والاضطرابات الجوية التي تشهدها المنطقة وما تعرفه من تساقط للثلوج التي تؤدي إلى غلق الطرقات، وعزل المنطقة بسبب انجراف التربة، ما يجبر التلاميذ في كثير من الأحيان عن التوقف مرغمين عن الدراسة في ظل سوء الأحوال الجوية.
وحسب القائمين على مشروع إنجاز ثانوية ببلدية سرايدي، فإن الأشغال بها ستمتد على مدار 15 شهرا، على أن يتمّ تسليمها ودخولها حيز الخدمة مع الدخول المدرسي المقبل، حيث ستكون مرفقة بهياكل بيداغوجية، ومهيأة لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف، من خلال تزويد الأقسام بأجهزة التدفئة ومطاعم مدرسية، إلى جانب بناء سكنات وظيفية للعاملين بهذه المنشأة التربوية الجديدة.
ويعدّ انجاز ثانوية ببلدية سرايدي، بمثابة المشروع الحلم لتلاميذ هذه المنطقة، حيث تكفل المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة جمال الدين بريمي، بتجسيده على أرض الواقع بعد أن شكّل مطلب مئات التلاميذ، والذي بقي حبيس الأدراج بحجة عدم توفر الأرضية المناسبة لبنائها، بالرغم من تخصيص ميزانية خاصة لهذا المشروع الذي اعتبره والي الولاية مكسبا هاما لأبناء هذه المنطقة.
وتدخل الثانوية في إطار رفع التجميد عن المشاريع الهامة بمناطق الظل، لاسيما وأن بلدية سرايدي تم تصنيفها في هذه الخانة، والتي هي بحاجة إلى مشاريع تنموية مستعجلة، خصوصا وأنها تعتبر منطقة سياحية بامتياز، حيث تستقطب ألاف الزوار والمصطافين من داخل وخارج الوطن.