المفـرغة العمومية بماسرة (مستغانم) 

كـارثة بيـئيـــة وصحية تهـــدّد حــيــاة الـســكــان

غانية زيوي

لا تزال الكارثة البيئية المتمثلة في وجود مفرغة عمومية بدائرة ماسرة في مستغانم بؤرة خطر تهدّد حياة السكان، والتي تحوّلت لمكب ولائي كبير أمام صمت وتقاعس السلطات في اتخاذ قرار ينهي معاناة السكان لسنوات طويلة، وقد طالب هؤلاء بضرورة تحويل المفرغة العمومية خارج المنطقة، حسب ما كان متفق عليه.

 المفرغة الواقعة بين ماسرة وعين سيدي الشريف تبعد بـ15 كلم عن عاصمة الولاية وبعض الأمتار عن أحياء 99 مسكن و80 مسكن وكل من دوار الحصاينية والعلايلية وأولاد أحمد بن علو، كانت ولا تزال معضلة حقيقية وهاجسا بات يؤرق المواطنين باعتبارهم الأكثر تضرّرا.
وقد تمّ إنشاؤها منذ سنة 2014، فهي تتربّع على مساحة كبيرة وتحتل موقعا استراتيجيا هاما، على أن تدوم هذه المفرغة مدة 5 سنوات ويتمّ تحويلها إلى بلدية منصورة على حسب تصريح أحدهم، لكنها بقيت على حالها الأمر الذي تغصّ عليهم حياتهم وجعلهم يعيشون شبح المفرغة.
«الشعب»، وقفت عند معاناة السكان بتنقلها إلى موقع المفرغة العمومية المترامية وسط السكان للوقوف مشكلة كارثة البيئية، خاصة في ظلّ الروائح الكريهة المنبعثة من المكان، حيث استحال علينا البقاء بالمكان لفترة طويلة.
وأبرز أحد المواطنين الأهمية التي تكتسيها المنطقة باعتبارها منطقة ممتازة من حيث الأراضي الفلاحية الخصبة ووجود آبار المياه، أضف إلى ذلك المناظر الطبيعة الخلابة، إلا أن مشكل المفرغة العويس حال بين ذلك، حيث تعرف المنطقة منذ سنوات عديدة غزو ظاهرة التلوث البيئي ما تعذّر على فلاحيها النهوض بقطاع الفلاحة بها وتخلي البعض منهم عن أراضيهم، وكذا هروب العائلات بعد أن كانت الغابة المجاورة لها ملاذ لقضاء أوقات ممتعة.
خطر الأمراض والأوبئة
 وطرح المواطنون الأضرار الصحية الناجمة عنها على غرار إصابة الكثير من أهالي المنطقة بالأمراض التنفسية الخطيرة كالربو والحساسية، خاصة خلال عملية حرق النفايات سابقا، التي تسبّبت في تلويث مياه الآبار المجاورة.
 وفي هذا الصدد، طالب السكان بضرورة تحويلها خاصة وأنهم على أبواب الشهر رمضان وفصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة التي تؤدي إلى تعفّن تلك النفايات ويزيد الأمر سوءا.
وعبّر لنا السكان عن تذمرهم من تقاعس الجهات المعنية في معالجة المشكل الذي اعتبروه مأساة حقيقية لا يمكن حلها سوى بالغلق النهائي لها، وأضاف أحد المواطنين أنهم قاموا بعدة شكاوي وطرقوا كل الأبواب وقاموا بقطع الطريق وتهديد عمال النظافة عدة مرات لمنعهم من تفريغ النفايات، لكن دون جدوى.  
ويطالب السكان بالتدخّل العاجل والفوري للسلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية عيسى بولحية بضرورة إيجاد حل نهائي للكارثة البيئية التي سموها بالموت البطيء الذي ينخر أجسادهم ويهدّد أطفالهم، مما جعلت حياتهم جحيم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024