المرأة والتنمية ببومرداس

حضور في المشهد الاقتصادي رغم قلة الإمكانيات

بومرداس..ز/ كمال

تتطلّع المرأة الريفية بولاية بومرداس إلى المزيد من الاهتمام والتكفّل بانشغالاتها الكثيرة في سبيل تحسين أوضاعها الاجتماعية في ظل الواقع الصعب الذي تجابهه يوميا، وهي التحديات التي لم تقف عائقا في وجهها بعدما أصرت على المشاركة الفعلية في مختلف الأنشطة الاقتصادية المحلية خاصة في قطاع الصناعة التقليدية والحرف.

تحتفظ المرأة الريفية في ولاية بومرداس بجزء كبير من هذه الصناعة المهددة بالاندثار نتيجة غياب الهيكلة والمرفقة في الميدان، ويعود لها الفضل الكبير في حماية موروث مهدّد بالزوال كصناعة السلالة، الفخار والمظلات المصنوعة من ماد «الدوم»، وبعض انواع الطرز وصناعة الزربية.
وأمام متطلبات العصر وحتمية المشاركة الى جانب الرجل في مختلف الأنشطة الاقتصادية، اقتحمت المرأة الريفية بولاية بومرداس عالم الاستثمار المحلي ولو بخطى بطيئة لترقية بعض الأنشطة التي تعبر موردا اقتصاديا مستداما ومصدر رزق عائلي بالخصوص نشاط انتاج الزيتون وزيت الزيتون المهيمن على نشاط عدد كبير من العائلات البومرداسية المتوارث عبر الأجيال إلى جانب نشاط تربية المواشي، أبقار الحليب، النحل، دون أن تتخلى عن إبداعاتها الفنية اليدوية في ميدان الصناعة التقليدية والحرف رغم الصعوبات والعراقيل التي تعترض النشاط كمشكل التسويق وارتفاع تكلفة المواد الأولية.
كل هذه الاهتمامات المتزايدة والمكانة الاقتصادية للمرأة المساهمة بشكل أساسي في تنمية عدد من الأنشطة، بدأت تلقى تجاوبا من قبل الهيئات الرسمية المحلية في محاولة لتثمين هذا الدور وتأطير النشاطات الممارسة عن طريق تشجيع مجال التكوين والتأهيل، مثلما تقوم به مديرية التكوين المهني التي بدأت تتوسّع هيكليا عبر كافة بلديات الولاية ومنطق الظل بالخصوص، عن طريق إنشاء فروع وملاحق تكوينية لتأطير المرأة الريفية وفتح فرص التكوين تثمين المهارات اليدوية في الكثير من المجالات والحرف التقليدية التي تبرز الثراء المتنوع لكل منطقة بالولاية.
كما تقوم الوكالة الولائية لتسيير القرض المصغر «اونجام» بمجهودات كبيرة أيضا لتأطير المرأة الريفية وكل صاحبة فكرة وحاملة مشروع اقتصادي بما فيها الجامعيات اللاواتي أردنا اقتحام ميدان المقاولاتية وإنشاء مؤسسات مصغرة خدماتية، ورشات خياطة، وحدات عائلية لإنتاج مشتقات الحليب والأجبان، الحلويات التقليدية وغيرها من الأنشطة النسوية الأخرى التي بدأت تحتل مكانها بقوة في المشهد الاقتصادي المحلي رغم كل الظروف والمعوقات التي لا زالت تعترض طريقهن غير المفروش بالورود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024