المعالم التّاريخية الأثرية السّياحية في الجزائر

«تحويسة» جميلة في بلادي.. تذكرة سفر

تمتلك الجزائر مقوّمات سياحية هائلة، تجعلها إحدى الوجهات المفضلة للسياح عبر العالم، فهناك العديد من المدن والأماكن التي يمكنك أن تقضي فيها عطلتك الصيفية.
تجمع المدن بين المتعة والمناظر الجميلة، وكذا اكتشاف المعالم التاريخية الأثرية السياحية فيها التي تعود إلى آلاف السنين، وفي هذا المقال نقدم لكم بعضا من أفضل المدن في الجزائر التي ينصح بزيارتها صيفا.

وهران في حضن السّحر والجمال

 مدينة تنام في حضن السحر والجمال، تعتبر ثاني أكبر مدن الوطن وأكثرها روعة، والتي تحتلّ مكانة مرموقة في التاريخ، تشتهر الولاية باسم الباهية، عاصمة الغرب الجزائري، وعروس المتوسط، وعاصمة موسيقى الراي العالمية.
من أشهر معالم ولاية وهران قلعة سانتا كروز، والتي تعتبر من أهم المعالم السياحية في المدينة، حيث يقصدها السياح كمحطة رئيسية في رواق المعالم التاريخية لوهران، وكذلك كنيسة سانتا كروز، حيث لا يمكن لزوار مدينة وهران أن يقصدوا قلعة سانتا كروز، دون المرور على الكنيسة التي تقع أسفل القلعة.
ويعتبر متحف أحمد زبانة معلما تاريخيا بارزا، يُنسب اسمه إلى أول مقاوم جزائري أعدمته السلطات الاحتلال الفرنسي بالمقصلة، وهو عبارة عن بناية تاريخية قديمة تعود إلى سنة 1878م، ويضم 166 مجموعة تاريخية من بينها تاريخ الحقبة الإسبانية في وهران، والحقبة العثمانية، والفرنسية.
ويعتبر متحف زبانة وجهة لزوار المدينة الذين يريدون التعرف على تاريخ وهران، حيث يحفظ 250 ألف تحفة تاريخية، بالإضافة كذلك إلى مسرح عبد القادر علولة.
تشتهر ولاية وهران كذلك بكونها عاصمة لفن «الراي»، إذ تحتضن في فصل الصيف العديد من الفعاليات الغنائية والثقافية، أما عن ساحل وهران فيبلغ طوله 140 كلم، ومن أبرز الشواطئ بالولاية، شاطئ «عيون الترك»، الذي يُعدّ أشهر شواطئها، إذ تقصده آلاف العائلات الجزائرية.
كما يوجد بالمدينة شاطئ «الأندلسيات»، الذي يُعد من أجمل شواطئ الجزائر، بالإضافة إلى شاطئ «مداغ» الذي يعتبر كذلك أفضل الشواطئ بالولاية فهو يزخر بمناظر طبيعية خلابة وغابة مترامية الأطراف ونظافة محيطه.

المحروسة جوهرة محفوظة

 عاصمة البلاد، من أهم مدن الجزائر السياحية سواء في مواقعها الأثرية أو في تاريخها، بالإضافة إلى كونها العاصمة السياسية والاقتصادية للبلاد.
حملت المدينة عدة أسماء وألقاب قبل أن تستقر على اسمها الحالي مثل «إيكوزيوم»، «المحروسة»، «البهجة»، «المدينة البيضاء»، و»دزاير» كما يسميها السكان المحليون إلى غاية اليوم.
تجمع هندستها المعمارية الفريدة بين الإسلامي والعثماني والفرنسي.
من أبرز الأماكن السياحية بالولاية، المسجد الأعظم ويعد أكبر مسجد في افريقيا وثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد النبوي والمسجد الحرام، حيث تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، ويتّسع 120 ألف مصل، فيما يبلغ ارتفاع مئذنته نحو 265 مترا.
حي القصبة العتيقة الذي يعود إلى الفترة العثمانية، والذي يحكي بين شوارع أزقته الضيقة، قصصًا اختلفت من سنة إلى أخرى، من عهد الدايات العثمانيين إلى أيام الثورة ضدّ الاحتلال الفرنسي.
كما يمكنك بالقصبة زيارة مسجد كتشاوة، والذي يبقى شاهدا على فترات مهمة في حياة عاصمة البلاد، وهذا إضافة إلى قصور عثمانية، يظلّ كل واحد منها يروي قصصا وأساطير تنقل من جيل إلى آخر.
كما يمكنك زيارة حديقة الحامة التي صور بها فيلم «طرزان»، والتي تتوفر بها عديد الأشجار والنباتات النادرة التي قد لا تنبت في أيّ مكان آخر من العالم، إضافة إلى مسجد كتشاوة والمسجد الكبير الذي يعود إلى القرن 16، ومسجد علي بتشين إلى جانب القصور العثمانية المنتشرة في كل أرجاء العاصمة الجزائرية.
كما تتوفر الولاية على شريط ساحلي يضم سلسلة شواطئ تلقى إقبالًا من جميع ولايات البلاد، ومن أبرز الشواطئ بالعاصمة، شاطئ «الصابلات»، من بين الشواطئ التي نجحت في إبهار مُرتاديها بمناظرها الجميلة وأجواء الاسترخاء والراحة التي يستمتع بها كل من قام بزيارتها.
شاطئ سيدي فرج الذي يُعتبر مثالاً عن الشواطئ التي تُقدّم مناظر بحرية وأجواء شاطئية رائعة، بل وكذلك من الشواطئ التي تنفرد بمياه صافية برّاقة، بالإضافة إلى الشاطئ الأزرق الساحر، وشاطئ الرمال الذهبية، وشاطئ الكنديين.

مسك-الغنائم..المبهرة

 تعد ولاية مستغانم من أبرز المدن الجزائرية التي ينصح بزيارتها في فصل الصيف، بفضل تاريخها العريق الذي عرف مرور عدة حضارات بدءًا بالفينيقيين والرومان ثم الهلاليين، كما كانت كذلك موطنًا لقبائل زناتة الشهيرة بالجزائر.
تعتبر مستغانم واحدة من أجمل المدن الجزائرية السياحية، وذلك لاحتوائها على مواقع سياحية مبهرة، ولعل من أهم هذه المواقع برج الترك الذي يعود تاريخه إلى القرن 16 خلال فترة الحكم العثماني للجزائر، إضافةً إلى مسجد طبانة، الذي بني عام 1340م في عهد السلطان الحسن بن سعيد المريني.
وكذلك بلدة سيدي لخضر بن خلوف الشاعر الصوفي، التي تتوفر على شواطئ آسرة لكل من زارها، بالإضافة إلى شاطئ حجاج الخلاب الذي يعد من أجمل المواقع السياحية بالولاية.

تيبازة..نافذة مفتوحة على التّاريخ

 أحد المدن الجزائرية التي تمتلك مقوماتها سياحية متنوعة، ومن أقدم المدن الضاربة في التاريخ، يعود تاريخ تأسيسها إلى العهد الفنيقي، حيث عرفت تعاقب عدة حضارات عليها.
من بين أهم الأماكن السياحية بولاية تيبازة الضريح الموريتاني المعروف باسم «قصر الرومية»، فهو عبارة عن نصب هندسي جميل يعكس الذوق الرفيع للإنسان القديم، ويشبه هذا القصر كومة التبن الضخمة أو خلية النحل حيث بني بالحجارة الضخمة.
المتحف العمومي الوطني شرشال، الذي توجد به العديد من الآثار والتماثيل الرومانية والتاريخية التي تحكي قصص وتاريخ شخصيات ومناطق عديدة، إضافة إلى متحف الآثار الذي يحتوي على الكثير من القطع الأثريّة الرومانيّة.
تعتبر كذلك شواطئ تيبازة، واحدة من أهم الوجهات السياحية في الجزائر، كشواطئ شرشال التي تتميز بالرمال البيضاء الناعمة والمياه الصافية التي تجعلها مكانًا رائعًا، بالإضافة كذلك إلى شاطئ الحمدانية وشاطئ تيزيرين وشاطئ شنوة.

روسيكادا..جمال متلألئ

 تستقطب ولاية سكيكدة أو روسيكادا حسب التسمية الفينيقية في فصل الصيف الآلاف من السواح، وذلك نظرًا لجمال مناطقها التي لزالت تعانق الطراز العمراني الأوروبي، وتنافس طبيعتها وخلجانها وشواطئها، أجمل وأشهر المناطق السياحية في العالم.
ومن بين أهم الأماكن السياحية بالولاية متحف سكيكدة، فهو الوجهة المثالية التي يمكن لزوار المدينة من خلالها التعرف على عراقة الولاية، حيث يعرض المتحف قطع أثرية تعود لفترات زمنية وعصور مختلفة، من العهد الروماني، الفينيقي، وكذلك العصور الإسلامية.
إضافة إلى آثار سطورة وهي من آثار العهد الروماني، وتعتبر من الشواهد على تاريخ المنطقة، وتشتمل على مدرج، وباسليكا، ومبان أخرى.
ومسجد صفصاف الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، بالإضافة إلى تصميمهِ المعماري الذي يتضمن تفاصيل معقدة، وأشكال البلاط الجميلة المرصوفة فيه.
كما تمتلك سكيكدة أفضل الشواطئ في الجزائر، كشاطئ فلفلة الذي يعتبر من أطول الشواطئ في الجزائر ويبلغ طوله حوالي 10 كلم، إضافة إلى شاطئ تمنارت، شاطئ قرباز، وشاطئ العربي بن مهيدي المعروف سابقا بشاطئ جان دارك.

بجاية..تنوّع وثراء

 عاصمة منطقة القبائل الصغرى، وعاصمة الدولة الحمادية، تعتبر واحدة من أجمل المدن السياحية الجزائرية، حيث تميّزها تركيبتها السكانية التي تجمع العرب والأمازيغ.
يتمتّع الزائر لولاية بجاية بزيارة جبل «ما قورايا» الذي يجسد شكل امرأة، و»مغارة أوقاس» المصنفة عالمياً، إضافةً إلى «كاب كربون» المطلة على كامل الولاية.
كما تملك بجاية العديد من الشواطئ الفريدة، كشاطئ ملبو، شاطئ كابريتور، شاطئ تاسيفث، وشاطئ الجافيا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024