تولي العائلات الجزائرية خلال شهر رمضان اهتماما خاصا بتحضير الأطباق التقليدية التي تزين موائد الإفطار، ويُعد البوراك أحد الأطباق الأساسية التي لا تخلو منها المائدة الرمضانية، ومع توفر أوراق البوراك (الديول) الجاهزة في الأسواق، يفضل الكثير من الجزائريين إعدادها يدويا في المنزل، لما تتميز به من نكهة طبيعية وجودة أعلى مقارنة بغيرها.
يرجع إصرار العائلات على صنع الديول منزليا الرغبة في الحفاظ على العادات والتقاليد، وضمان تحضير أوراق البوراك بمكونات صحية، فضلاً عن اختلاف القوام الذي تمنحه الأوراق المنزلية للعجينة، مما يجعلها أكثر قرمشة أو ليونة حسب الذوق. في هذا السياق، يمثل تحضير الديول المنزلية عادة موروثة تعكس مهارة ربات البيوت وحرصهن على تقديم أشهى الأطباق لأفراد الأسرة خلال هذا الشهر الفضيل.
الديول..مصدر رزق
رغم تنوع المملحات والمقبلات إلاأن البوراك يبقى سيد المائدة الى جانب شربة الفريك التي لا غنى عنها، والمادة الأساسية لصنع البوراك هي الديول، تقول السيدة عائشة أنها تبدأ في صناعة الديول في ساعات باكرة من اليوم خلال شهر رمضان أين تقوم بتوزيعها على المحلات الكبرى والأسواق الشعبية لبيعها، حيث يكثر الطلب على الديول التي تصنعها من طرف الزبائن الذين داوموا على استهلاكها منذ سنوات. فأحيانا يدق باب منزلها لتجده أحد الزبائن الذي يطلب كمية من اوراق الديول، فتقوم بتحضيرها له سريعا ولو في وقت متأخر، المهم غايتها إرضاء زبائنها وأن يستمتعوا بالبوراك حاضرا على مائدة الإفطار.
فكما يوجد من يشتري الديول خاصة بالنسبة للسيدات العاملات أو من لديهن ظروف صحية، تعكف عائلات أخرى على تحضيرها يوميا كتقاليد وعادات رمضانية راسخة، فالسيدات يتعلمن صنع الديول منذ نعومة أظافرهن على يد أمهاتهن.
سواء تم شراء أوراق الديول أو صنعها في المنزل، فالمتفق عليه بين كل هذه العائلات وجود طبق البوراك على مائدة الافطار الرمضانية، هذه العادات والتقاليد القديمة تمثل تراثا متصلا بالهوية يجب نقله للأجيال الشابة من أجل الحفاظ عليه.