هي من جميلات الجزائر اللواتي ضحين بالغالي و النفيس وتحدين الاستعمار الفرنسي من أجل الحرية والاستقلال وبالرغم من صغر سنها الـ 17 سنة وأصولها الأوروبية وأحوال أسرتها المادية الميسورة فقد انخرطت عن كل قناعة وروح ثورية في صفوف جيش التحرير الوطني، وكانت من بين مجموعة حاملات القنابل، إنها المجاهدة الراحلة دانيال مين Danièle Minne أو جميلة عمران التي فارقت الحياة بداية الشهر الجاري بعد صراع طويل مع المرض.
كانت التفاتة طيبة التي قامت بها الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، أول أمس، بتنظيم تكريم ووقفة تأبينية لروح الراحلة بمكتبة “شايب دزاير” بالجزائر العاصمة، اللقاء المؤثر والغني بالشهادات و الذكريات من تقديم أفراد عائلة جميلة عمران ورفقاء ورفيقات النضال وعلى رأسهم المجاهدة لويزات اغيل احريز.
إنها Danièle Minne التي شاركت في إضراب الطلبة سنة 1956 والتحقت بالحركة الثورية وحملت اسم جميلة، لتوظف كعضو فعال في شبكة حاملي القنابل التي زعزعت جبروت الاستعمار الفرنسي، وقد شاركت، يوم 26 جانفي 1957، وعمرها لا يتجاوز 17 سنة في العملية التفجيرية الثلاثية التي قررتها الجبهة بالجزائر العاصمة.
قد تم القبض على جميلة في 4 ديسمبر من نفس السنة وتعرضت للتعذيب على يد زبانية فرنسا الاستعمارية، حكم عليها 7 سنوات سجن، وتم تحويلها إلى سجن بفرنسا ليطلق سراحها في أفريل 1962، ويعفى عنها في إطار معاهدات إفيان.
«كانت جميلة رفيقة في سجن بربروس وكنت أعتبرها بمثابة أختي الصغرى، ومتى كانت إدارة السجن تفرق بيننا، كنا نجد طريقة أو أخرى للتواصل، عاشت حياتها بعد الاستقلال متفرغة للدراسة والبحث والتدريس في مجال التاريخ، وبالرغم من تدهور ظروفها الصحية، إلا أنها ناضلت ضد المرض وكان لها نشاط أدبي وفكري، خاصة في ما يخص وضعية النساء بالجزائر والدفاع عن حقوقهن”، قالت بتأثر كبير المجاهدة لويزات اغيل احريز.
خلفت جميلة عمران التي أخذت هذا الاسم والجنسية الجزائرية بعد زواجها في سنة 1964، وراءها العديد من القصائد والمؤلفات حول مشاركة المرأة في حرب التحرير، نذكر من بينها: كتاب “النساء الجزائريات في الحرب” الصادر 1991، وكتاب “النساء في حرب الجزائر” سنة 1996.
للإشارة، سيقام، يوم 25 مارس القادم، تكريما للراحلة التي عاشت بعيدا عن الأضواء، معتبرة تضحياتها من أجل الجزائر واجب وطني، هذا بقصر الثقافة مفدي زكريا.