وثّق الإعلامي هواري مرين حياة ومسيرة المجاهد الفذ بن طالب بوسماحة، في إصدار جديد، عن دار خيال للنشر والتوزيع، تحت عنوان “شهيد لم يمت، من جنين بورزق إلى كوريا الشمالية..رحلة مجاهد”، وذلك بمناسبة الذكرى 34 لرحيله، وكذا في إطار الاحتفالات بالذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة..
يتناول الإصدار الجديد القصّة الحقيقية للمجاهد بن طالب بوسماحة أو الشهيد الذي لم يمت، حيث خصّص الكاتب القسم الأول من الكتاب، لولادة هذا المجاهد الفذ سنة 1909 والتحاقه بالمنظمة المدنية للثورة سنة 1956، وصولا إلى اعتقاله والزجّ به في معتقلات قرية حجرات لمقيل بجنين بورزق، وإعدامه يوم 21 ديسمبر 1958 بالقرب من قرية “مكاليس”، شمال مدينة العين الصفراء رميا بالرصاص رفقة مجموعة من المدنيين العزل بطريق وحشية.
في حين، خصّص الكاتب القسم الثاني لمرحلة ما بعد عودة الحياة إلى الشهيد الذي لم يمت، والتحاقه مرة أخرى بالمجاهدين بمنطقة “شماريخ” بقرية عين ورقة، حيث تلقى العلاج والرعاية لمدّة أربعة أشهر استعاد فيها عافيته وقوّته مجدّدا، ليواصل جهاده ضدّ المستعمر الفرنسي، حيث شارك في عدّة معارك منها معركة “جبل لحيمر” قرب مدينة مغرار أين تمكّن الجيش الفرنسي من اعتقاله مرّة أخرى، وتحويله إلى سجن “بوردو” بتيارت لمدّة سنتين بقي فيها تحت التعذيب إلى غاية فجر الاستقلال.
أما القسم الثالث، فقد تناول فيه الكاتب هواري مرين، اللقاء التاريخي الذي جمع المجاهد بن طالب بوسماحة بالرئيس الراحل هواري بومدين بالقصر الرئاسي، وإرساله ضمن وفد رسمي رفيع المستوى إلى دولة كوريا الشمالية لتمثيل الجزائر في جانبها الثوري والتاريخي، ثمّ لقائه بالرئيس الكوري كيم سونغ، والذي وصف الشهيد الذي لم يمت بالمقاتل الشرس والرجل الحكيم، بعد حوار مطوّل بينهما عن الثورة والحرية والاستعمار.
الكتاب تطرّق أيضا إلى خصال وكرامات المجاهد بن طالب، التي تميّز بها خلال مسيرته الثورية، قبل وبعد الاستقلال، وذلك ضمن القسم الرابع، ليختتم إصداره بالقسم الخامس والأخير بمجموعة كبيرة من الصور والوثائق الشخصية والتاريخية التي تسرد مسيرة هذا المجاهد أو الشهيد الذي لم يمت.
وصرّح الكاتب هواري مرين خلال نزوله ضيفا على العدد 28 لمنتدى الكتاب الذي تنظّمه المكتبة الرئيسية العمومية “عبد الحميد بن باديس” بالنعامة، أنّ إصداره الجديد يعتبر كتابا تاريخيا يعيد السردية التاريخية للمجاهد البطل بن طالب بوسماحة، المعروف بالشهيد الذي لم يمت، مشيرا إلى أنّه يوثق هذه السردية لكونها تجسّد صورة من صور معاناة وكفاح ونضال الجزائريين خلال فترة الاستعمار الفرنسي، كما أنّ هذا الكتاب ـ يقول ـ هو إعادة إحياء الذاكرة التاريخية لأحد مجاهدي المنطقة.