أكّد البروفيسور عبد القادر دحدوح أنّ الاهتمام بالمخطوطات في الجزائر يشهد تطوّرًا ملحوظًا من حيث الدراسة، التحقيق، الحماية، الترميم، والرقمنة.
أوضح عبد القادر دحدوح في تصريحه لـ “الشعب”، أنّ المؤسّسات المكتباتية ومخابر البحث وخزانات الزوايا والمراكز المتخصّصة تعمل على تصنيف وصيانة وترميم هذه المخطوطات بشكل دوري، ممّا يجعلها متاحة للباحثين. ومع ذلك، أشار إلى أنّ المخطوطات الموجودة في الخزانات العائلية لا تزال عرضة للتلف والضياع بسبب السرقة، التهريب، والإهمال، ما يعيق الباحثين من الوصول إليها.
وأضاف دحدوح، أنّ الدولة الجزائرية تولي أهمية كبيرة لهذا الإرث الثقافي، حيث تعمل وزارة الثقافة والفنون على إصدار قوانين لحمايته وإنشاء المركز الوطني للمخطوطات وفروعه. كما تسهم المكتبة الوطنية والمتاحف الوطنية في الحفاظ على المخطوطات. وفي السياق ذاته، تعمل وزارة التعليم العالي على دعم مخابر البحث المتخصّصة واعتماد تخصّص تحقيق المخطوطات في الدراسات العليا، إلى جانب تنظيم ملتقيات ومشاريع بحثية.
وأشار إلى أنّ وزارة الشؤون الدينية بدورها تساهم في فهرسة المخطوطات وصيانتها في خزانات الزوايا والمساجد. وأكّد أنّ هذه الجهود مجتمعة تعكس التزام الدولة بحماية التراث الوطني ورقمنته ليكون في متناول الباحثين.
وفيما يتعلّق بالدراسات الأكاديمية، دعا دحدوح إلى تعزيز المشاريع البحثية المتعلّقة بالمخطوطات وإتاحة المزيد من المخطوطات التاريخية للباحثين، ممّا يسهم في إثراء المعرفة التاريخية وتوضيح الجوانب الغامضة.
كما شدّد، على دور المجتمع المدني في حماية المخطوطات، من خلال إنشاء جمعيات متخصّصة للتواصل مع أصحاب الخزانات العائلية وتشجيعهم على فهرسة ورقمنة مخطوطاتهم، مع الحفاظ على ثقة العائلات المالكة لضمان حماية هذا الإرث من الضياع.