30 خزانة مخطوط تحصيها مدينة عين صالح..خبير:

المساجد والزوايا حافظت على المخطوط..في انتظار رقمنته

تمنغست: محمد الصالح بن حود

يعتبر الأستاذ عبد القادر بويه أنّ المخطوط يشمل كلّ ما خُطّ باليد، سواء كان على الحجارة أو الجلد أو العظم أو القماش أو الورق أو غير ذلك. وقد شاع استخدام مصطلح “المخطوط” بعد اكتشاف الطباعة، لتمييز الكتابة اليدوية عن الكتابة المطبوعة. وورثت الإنسانية عن مختلف الحضارات كَمًّا هائلًا من المخطوطات المنتشرة اليوم في كلّ أنحاء العالم.

كشف رئيس جمعية المخطوط والبحث التاريخي بولاية عين صالح، عبد القادر بويه، في حديثه لـ«الشعب”، أنّ المنطقة تزخر وحدها بنحو ثلاثين (30) خزانة مخطوط تحتوي على آلاف المخطوطات، تنتظر التفاتة من الجهات الوصية بهدف فهرستها وحمايتها. يحدث هذا، يضيف المتحدّث، رغم جهود المركز الوطني للمخطوط في إحصاء الخزائن بالمنطقة.
وأكّد مفتش التربية في مادة التاريخ والجغرافيا بعاصمة تديكلت، أنّ المساجد والزوايا لعبت دورًا مهمًا وكبيرًا في الحفاظ على هذا الموروث. ومن أبرز تلك الخزائن، خزانة أولاد الطالب عبد الله بقصر المرابطين، وهي من الخزائن العريقة التي تتميّز بتنوّع مخطوطاتها وحالتها الجيّدة. بالإضافة إلى ذلك، توجد خزانة الطالب بايش بوسط المدينة، التي تحتوي أيضًا على كتب قيّمة متنوّعة استُجلب بعضها من بلاد السودان الغربي، وتتمتع بحالة حفظ جيّدة. كما تشمل القائمة خزانة قصر العرب، التي تحتوي على نفائس المخطوطات، وخزانة الطالب حمادو بوسليم، وخزانة الطالب باعزيز، وخزانة أولاد لحمامي، والطالب عبد الرحمن بن شرودة، وخزانة الشيخ ولفي وغيرهم الكثير. وتُعدّ منطقة إينغر غنيّة بهذه الخزائن، مثل خزانة الشيخ الطالب بن موسى وخزانة الطالب معراج بفقارة الزوى.
وأشار صاحب كتاب صفحات من تاريخ الصحراء الجزائرية: تديكلت والهقار، إلى أنّ هذا الموروث الثقافي الهائل ورثته العديد من العائلات التي كانت تشتغل بالتعليم القرآني أو النسخ. وقد تعرّض جزء كبير منه للتلف خلال فترة الهجمات الاستعمارية، حيث عمدت قوات الحملة الفرنسية إلى حرق المخطوطات والتضييق على نشاط شيوخ الزوايا ومعلمي القرآن.
وفي السياق ذاته، عبّر صاحب كتاب تيدكلت: وثائق ومخطوطات المقاومة الشعبية والثورة التحريرية وأعلام الحياة الثقافية، عن أمله في تدخّل الجهات الوصية بأسرع وقت لإنقاذ هذه الكنوز النفيسة من الحالة الكارثية التي آلت إليها، والعمل على النهوض بها باعتبارها جزءًا من الذاكرة الوطنية وموروثًا ثقافيًا وطنيًا يخلّد مرحلة ناصعة من تاريخ صحراء الجزائر. هذه المنطقة التي أسهمت في نشر الإسلام في بلاد الساحل الإفريقي بفضل جهود النسّاخ وصُنّاع المخطوط.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19791

العدد 19791

الخميس 05 جوان 2025
العدد 19790

العدد 19790

الأربعاء 04 جوان 2025
العدد 19789

العدد 19789

الثلاثاء 03 جوان 2025
العدد 19788

العدد 19788

الإثنين 02 جوان 2025