في إطار استراتيجية الرئيس للعودة إلى العمق الإفريقي

الدبلوماسية الجزائرية.. في كل الاتجاهات بالقارّة السمـراء

يصب النشاط الدبلوماسي المكثف للدبلوماسية الجزائرية في إفريقيا، في إطار استراتيجية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي تعهد باسترجاع الدور الريادي للجزائر على الساحة الدولية عموما وفي القارة الإفريقية، التي تعتبرها الجزائر أساس أي موقف أو تحرك على الصعيد الدولي، وقيادتها مجددا لتكون فاعلا حقيقيا في عالم يشهد تطورات وتغيرات جيوسياسية، بعد أن غيّبت لعقود طويلة حتى بعد نيل دولها الاستقلال.
تنطلق الجزائر في تحركها هذا، من حرصها على مصالح أفريقيا التي تتنافس قوى من خارجها على ثرواتها، وكذا من منطلق تواجدها في مجلس الأمن الدولي، الذي تعتبره فرصة لإسماع صوت القارة.
آسيا قبلي
عرفت الدبلوماسية الجزائرية خلال السنوات الخمس الأخيرة، عودة قوية إلى الساحة الإفريقية. تجلى ذلك في المساهمة الفعالة في حل عدد من الأزمات والمشاكل، وأيضا في اللهجة الجادة إزاء محاولات التحامل والتطاول على السيادة الوطنية الجزائرية، وكذا مواقف الرفض القاطع لأي تدخل خارجي، والمرافعة لأجل حلول أفريقية للمشاكل الإفريقية، إلى جانب المساعدات التي تقدمها لعديد الدول الأفريقية في إطار التعاون من أجل الحد من تأخر التنمية نتيجة الحروب الداخلية.

إصــلاح الاتحــاد

ويمكن أيضا ربط النشاط الدبلوماسي الجزائري المكثف داخل القارة، خاصة من إفراد وزارة مكلفة بالشؤون الأفريقية في التعديل الوزاري الأخير، بمساعي إصلاح الاتحاد الإفريقي، حيث لقيت مختلف المبادرات صعوبات كثيرة، منذ أول محاولة في 2007 للإصلاح الهيكلي، ثم 2013 للإصلاح المالي والاقتصادي، وأخيرا أجندة إفريقيا 2063، التي تشارك الجزائر بفعالية من أجل تنفيذها، واعتبرت المحاولة الأكثر جدية بين سابقاتها، وشكلت الأجندة أساس التحول الاقتصادي والاجتماعي والتكاملي الطويل الأجل للقارة الأفريقية.
في هذا المسعى، تهدف الجزائر من خلال تكثيف عملها الدبلوماسي في القارة، إلى حث الدول الأفريقية على الوفاء ببنود الأجندة، وتمكين المنظمة القارية من تنفيذ مهامها بأفضل وجه والتكيف مع الوضع الدولي الذي تفرضه التحديات الجديدة، من خلال تنفيذ إصلاح هيكلي للاتحاد، وتحديث الإدارة، واستتباب السلم والأمن، سيما من خلال مبادرة «إسكات البنادق»، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة ومختلف المنظمات الاقتصادية الإقليمية، وتعزيز الحكم الرشيد وحقوق الإنسان، إلى جانب ضمان تمثيل دولي يليق بها.
في هذا السياق، ولتقديم القدوة، كانت الجزائر من بين الدول الأعضاء التسع الأولى التي قدمت تقريرها الوطني عن التقدم المحرز في تنفيذ خطة العشرية الأولى من أجندة 2063، للفترة 2013 إلى 2019.
نذكر في هذا الإطار أيضا، أن انتخابات ستجري في الاتحاد الافريقي، نهاية فيفري القادم، لانتخاب رئيس مفوضيته ونائبه، وقد رشحت الجزائر السفيرة سلمى مليكة حدادي، ومن شأن الحراك الدبلوماسي أن يجمع الأصوات التي تمكن الجزائر من تولي المنصب، ومنه تنفيذ برنامجها الذي قدمته.

من أجل عمل جماعي

كما تشير إليه بنود أجندة 2063، فيما تعلق بضمان تمثيل للقارة على الصعيد العالمي والدولي في المنظمة الأممية ومختلف هيئاتها، على رأسها مجلس الأمن الدولي، من أجل التعجيل بإصلاح هذا الأخير. ولذلك، تسعى الجزائر لتوحيد الصف الافريقي، انطلاقا من رصّ الصفوف داخل قبته بهدف الدفاع بشكل أفضل عن مصالح الدول الأعضاء في المحافل الدولية، خاصة وأنها باشرت عهدتها الثانية في مجلس الأمن، وهي ترأس أشغال الشهر الأول من العهدة، والذي يعطيها أولوية في اقتراح المواضيع والملفات والقضايا المراد معالجتها، فقد تعهدت منذ استلامها العضوية غير الدائمة بإعلاء صوت القارة ورفع انشغالاتها لدى أعلى هيئة أممية، إلى جانب المرافعة للقضايا العادلة وقضايا التحرر في القارة وفي باقي العالم.
ولعل أهم ما تسعى إليه الجزائر من خلال تفعيل العمل الجماعي في إطار الاتحاد الافريقي وتوحيد الصف بشأنه في المحافل الدولية، هو تمكين القارة الأفريقية من حقها في تمثيل دائم على مستوى مجلس الأمن الدولي، لذلك تطالب الجزائر بمنحها مقعدين دائمين وآخرين غير دائمين، تصحيحا للظلم التاريخي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19676

العدد 19676

السبت 18 جانفي 2025
العدد 19675

العدد 19675

الخميس 16 جانفي 2025
العدد 19674

العدد 19674

الأربعاء 15 جانفي 2025
العدد 19673

العدد 19673

الثلاثاء 14 جانفي 2025