اعتبرت الصحافة الموزمبيقية زيارة رئيسها إلى الجزائر دانيال فرانسيسكو شابو، اختبارًا عمليًا لقدرة مابوتو على تنويع شراكاتها الإفريقية خارج الإطار التقليدي لأسواق الجنوب والشرق، مع التعامل مع الجزائر بوصفها منصة تفاوضية قادرة على تحويل اللقاءات السياسية إلى قنواتٍ لوجستية وتمويلية ملموسة.
بالإضافة إلى ذلك، قاربت الصحافة الموضوع من زاوية أمن الاقتصاد اليومي، فاعتبرت أن أي تقارب مع الجزائر يجب أن يحمل بُعدًا عمليًا في الربط الجوي والبحري وخفض كلفة العبور، مع إبراز الجدوى الخاصة للربط بين موانئ المحيط الهندي ومرافئ المتوسط لتمرير بضائع خفيفة عالية القيمة وخدمات فنية.
علاوة على ذلك، ربطت المقالات بين الزيارة ومسارٍ قاريّ أوسع قوامه المنطقة التجارية الإفريقية، معتبرةً أن التعويل على التسويات بالعملات المحلية ومنصات الدفع القارية قد يمنح المصدرين الموزمبيقيين هامشا أكبر في مواجهة تقلبات أسعار الصرف.
وفي سياق متصل، شدّدت التعليقات المتخصّصة على أن الخبرة الجزائرية الكبيرة في تشغيل منشآت الطاقة والخدمات المرافقة يمكن أن تُستثمر في تدريب الكفاءات الموزمبيقية ونقل إجراءات السلامة والحماية الصناعية إلى مواقع الإنتاج والخدمات، بما يرفع القيمة المضافة محليًا ويُحسّن شروط التفاوض في العقود المستقبلية، وتُقارب الجزائر التعاون مع موزمبيق كمسعى لتوطيد شراكةٍ متوازنة تُعزّز التكامل القاري بين المتوسط والمحيط الهندي، بتفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية.
كذلك، تهدف الشراكة إلى توسيع قنوات اللوجستيات والربط البحري والجوي وتيسير التسويات المالية، بالإضافة إلى تعميق التعاون في الطاقة والمناجم وسلاسل معادن البطاريات وتبادل الخبرات الهندسية والمالية بما يرفع القيمة المضافة محليًا. علاوة على ذلك، تُثمّن الجزائر مواءمة الأطر التنظيمية وتوحيد المعايير وتدعيم أمن سلاسل الإمداد، مع الاستثمار في التدريب وبناء القدرات كرافعةٍ مستدامة. وتُستثمر أيام المعرض لإطلاق خارطة طريق تنفيذية بآجالٍ ومؤشراتٍ واضحة، بما يحوّل التقارب إلى مشاريعٍ قابلة للقياس ويمنح الطرفين آفاقًا أوسع لتنويع الشركاء والأسواق داخل القارة.
وفي سياق متصل، ركّزت التحليلات الاقتصادية على أن الانخراط مع شمال إفريقيا يلبّي ثلاث حاجات موزمبيقية متزامنة تتمثل في فتح منفذٍ تسويقي جديد لمنتجات الطاقة والخدمات الهندسية المرتبطة بها، وبناء جسورٍ لوجستية مختصرة نحو أسواق المتوسط، وتخفيف هشاشة سلاسل الإمداد عبر توزيع المخاطر على أكثر من محور قاري واحد.
وأشارت الافتتاحيات إلى أن»لغة المشاريع الصغيرة سريعة المفعو» أكثر نفعًا من الاتفاقات الضخمة المؤجلة، لأن الشركات الموزمبيقية المتوسطة والصغيرة تحتاج مساراتٍ قابلة للتجريب السريع وشحنات محدودة، عقود صيانة وخدمات هندسية، وتجارب دفع عابرة للحدود يمكن تعميمها لاحقًا.