ناقش منتدى الكتاب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد التيجاني في جلسة فنية وفكرية كتابا من رصيد المكتبة، بعنوان “جماليات الخط العربي وتطبيقاته المعاصرة”، من تأليف الكاتب مصطفى محمد رشاد إبراهيم، وذلك بحضور أعضاء جمعية “الماسة للفنّ التشكيلي” ومجموعة من المهتمين بالفنّ.
خلال هذا اللقاء الذي كان من تنشيط الفنان التشكيلي محمد الأمين مداني، قدّم الأستاذ الفنان الخطاط محمد الصادق خميس ملخّصا حول الكتاب، تطرق فيه إلى تاريخ الخط العربي وبداية ظهور الكتابة ونشأتها وتطورها وأنواع الخط العربي، وكيفية استعمالها وصياغتها في وقتنا المعاصر.
وفي هذا الصدد، كشف الفنّان التشكيلي محمد الأمين مداني أنّ فكرة منتدى الكتاب، تتمحور حول تلخيص ومناقشة كتاب من رصيد المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بورقلة، ويكون هذا الكتاب في المجالات الفنية مثل الرسم والخط والمسرح، حيث يتم اختيار اسم فني بارع في هذا الفنّ، يقوم بتلخيص وتقديم قراءة للكتاب، ويكون اللقاء بحضور جمهور مهتم وبعض الفنانين والدكاترة للنقاش فيه، هذا كلّه في جلسة منتدى الكتاب الذي أقرّته وزارة الثقافة والفنون والذي يعنى بالكتاب واعترافا بصناعه.
وأوضح المتحدّث أنّ الهدف من منتدى الكتاب هو التعريف بالمؤلّفين وإطلاع الجمهور على نشاطات المكتبة وما تحتويه من كتب، وخلق فرص للنقاش الثقافي والفكري الهادف، كما تبثّ هذه اللقاءات في صفحة المكتبة عبر الفضاء الأزرق.
من جانبه، قدّم الخطاط محمد الصادق خميس، تعريفا بالكاتب الدكتور محمد مصطفى رشاد إبراهيم، وأشار إلى أنّ أول ما استهل به الكاتب رشاد إبراهيم، مقولة للفنّان المستشرق الفرنسي نصر الدين ديني “إنّ فنّ الخط العربي من الفنون الرفيعة التي تمخّضت عنها مخيّلة الإنسان ولعلّه الفنّ الأوحد الذي نستطيع أن نقول عنه دون مغالاة أنّ له روحا”.
وفي الفصل الأول الذي خصّصه للكتابة العربية ونشأتها، ذكر بأنّه أشار إلى أنّ تطور الكتابة يتمثل في النقط والتشكيل وتغير الخط الكوفي، من الكوفي المهندس والزوايا إلى الخط المدور وهو خط النسخ، بالإضافة إلى ما شهده الخط العربي من تطوّر رهيب في العهد العباسي، حيث قام الخليل بن الفراهيدي أحمد بوضع التشكيل الذي بقي شاهدا في كتابتنا الحالية كالفتحة والضمّة والكسرة والسكون والشدّة، وظلّ الخط العربي يتطوّر ويتنوّع في عصر الدولة العباسية وصار له أكثر من عشرين نوع.
وتطرق أيضا إلى عوامل ظهور فنّ الخط العربي والتي تعدّدت وكان أبرزها، الدافع الديني وهو أول العوامل، فكتابة القرآن بالخط العربي، جعل هذا الخط يرتبط في أذهان المسلمين بالتعبّد وجعلهم ينظرون إليه نظرة إكبار وتقدير ويتذوّقونه بمتعة روحية، حيث كانوا يحرصون على تجويده وتجويد آيات القرآن الكريم كتابة بأفضل الخطوط وأجملها، مثلما حرصوا على تجويدها قراءة وترتيلا.
وساهم توجّه المصوّرين والنحّاتين إلى تعلّم الخط العربي والإبداع في هذا التطوّر، نظرا لكون التصوير لم يستعمل لخدمة الدين، لا في المساجد ولا المصاحف ولا كتب الدين، وهذا ما كان له أثر سلبي على المصوّرين، إذ لم يبلغ المصوّر والنحّات مكانة عالية كتلك التي نالها الخطّاط.
وتحدّث كذلك عن أنواع الخطوط العربية، حيث أشار لوجود نوعين، النوع الأول الخطوط العربية التقليدية والخطوط العربية الحديثة والخطوط التقليدية وكيفية استخداماتها العصرية، ونوع آخر وهو الخط الكوفي الذي يعتبر أول الخطوط العربية وأبسطها.