الحدث بعيون مثقّفين

موعد لتعزيز صورة الجزائر

بومرداس: ز ـ كمال

أجمع عدد من المثقّفين والأساتذة الأكاديميّين بولاية بومرداس على أهمية الصالون الدولي للكتاب «سيلا» 2022، الذي جاء هذه السنة حسب تقديرهم «في ظروف صعبة نتيجة التداعيات الاقتصادية لعدد من الأزمات المتداخلة، منها جائحة كورونا التي كادت أن تعصف بالمعرض للسنة الثالثة على التوالي، إلا أن عزيمة الدولة برفع تحدي التنظيم وإصرار جميع الفاعلين على ثبات الموعد قد حسم الموقف، وكسبت رهان الحفاظ على صورة الجزائر خارجيا.
 وصف الكاتب والروائي عبد الوهاب عيساوي مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية بومرداس، الصالون الدولي للكتاب بالحدث الثقافي الهام والأبرز بالجزائر، بالنظر إلى المكانة المرموقة التي احتلها مقارنة مع الكثير من التظاهرات الإقليمية والدولية المشابهة. وقال في هذا الخصوص «إن صالون الكتاب يشكّل قيمة ثقافية ومعرفية كبيرة للجزائر، ومكسبا لكل الجزائريين سواء كمثقفين أو من هواة القراءة ومجالسة الكتاب، وأيضا كحدث ثقافي قد يتجاوز جميع الخلافات سواء ما بين المنتجين والمبدعين وبين الإدارة، وعليه فإنّ صورة المعرض هي صورة أو انعكاس للثقافة الجزائرية المتوجة في السنوات الأخيرة بالكثير من الجوائز العربية والدولية، من قبل أسماء معروفة في مجالات القصة، الرواية، الشعر، المسرح وغيرها».
وأضاف الرّوائي بالقول «نحن سعداء بعودة الصالون الدولي للكتاب خاصة في هذا الظرف، بعد انقطاع دام سنتين كانا لهما الأثر البالغ في استمرار تلك الحركية الثقافية والفكرية التي اكتسبتها الجزائر، واليوم بعد انفراج الوضعية الصحية والاقتصادية، فقد حان الوقت لإعادة تفعيل التظاهرة حتى تساهم في إنعاش المشهد الثقافي ببلادنا، وتعيد عجلة الإنتاج الفكري والأدبي للمبدعين ودور النشر الجزائرية التي تأثرت بتراجع صناعة الكتاب، وغياب فضاءات العرض طيلة فترة جائحة كورونا».
وفي قراءته لدور وزارة الثقافة والمنظمين، وحرصهم الكبير على تثبيت موعد صالون الكتاب وعدم إلغائه، وكذا ردود الفعل الايجابية لدور النشر لقرار مجانية مساحة العرض التي أقرها رئيس الجمهورية، ثمّن الكاتب عبد الوهاب عيساني هذه المبادرة، وقال بشأنها «بالتأكيد هي مبادرة هامة جدا تبرز مدى حرص السلطات العليا في الدولة على تثبيت مثل هذه المحطات والتظاهرات الدولية الكبرى التي تمثل صورة الجزائر خارجيا، من حيث الاستقرار والالتزام بمختلف المواعيد المسطرة والمبرمجة في كل المجالات، وليس ثقافيا فقط، خاصة وأنها لقيت استحسانا كبيرا من قبل دور النشر الجزائرية والعربية بالخصوص التي رحّبت بالفكرة وشجّعتها على المشاركة بقوة».
وبهدف تثمين هذه المبادرة وانعكاسها الايجابي على ترسيخ المقروئية وثقافة الكتاب بالجزائر، دعا عيساوي دور النشر المشاركة في الصالون «إلى التعاطي بإيجابية مع هذه التحفيزات التي اتخذها رئيس الجمهورية، لتخفيف تكاليف المشاركة بإلغاء رسوم فضاءات العرض بالأجنحة، وهذا بإقرار تخفيضات في سعر الكتاب المعروض لمراعاة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للقارئ، وبالتالي المساهمة في رفع نسبة المبيعات لكل المشاركين».
محطة للتّرويج الثّقافي
 بدوره أستاذ التاريخ بجامعة البويرة الدكتور نسيم حسبلاوي، وفي تعليقه على أهمية الصالون الدولي للكتاب، أكّد في اتصال مع «الشعب»، «أنّ التظاهرة تعتبر مناسبة هامة للترويج للثقافة الوطنية، وما تزخر به الجزائر من تنوع وثراء إبداعي في مختلف المجالات، وبالتالي تقديم صورة عامة عن البلد أمام المشاركين، وعليه لا يجب التفريط في هذا الموعد مهما كانت الظروف تقريبا والحفاظ على استمراريته، خاصة ونحن ندخل الطبعة الـ 25، حيث ستكون مناسبة لعرض المنتوج الوطني والتعريف به كسفير للجزائر خارجيا».
ودعا الباحث جميع الفاعلين والهيئات «إلى تنسيق الجهود والمشاركة في عملية التنظيم، والحرص على إنجاح الصالون لأنّه يمثل صورة الجزائر خارجيا ولا يعبّر عن جهة بعينها، وعليه شاهدنا تدخل رئيس الجمهورية لتشجيع دور النشر المشاركة بإلغاء رسوم حجز فضاءات العرض، لرفع كل العقبات التنظيمية التي يمكن أن تؤثر على الموعد، وهذا من باب الإصرار والتأكيد على التزام الجزائر بتعهّداتها ومواعيدها الثقافية، السياسية والاقتصادية».
كما ركّز الأستاذ حسبلاوي على نقطة مهمة كذلك في إنجاح مثل هذه التظاهرات الدولية، وهو الترويج الاعلامي، مشيرا في الصدد إلى «أن الجزائر لا تزال تعاني من مشكل التسويق الإعلامي لمختلف الأحداث الهامة ذات البعد الدولي، وحتى بالنسبة للمنتوج الثقافي والفكري، حيث تقدّم الجزائر سنويا عشرات الابداعات في مختلف الميادين العلمية والأدبية وامتلاكها أسماء لامعة، ساهمت في إثراء المكتبات العالمية لكنها غير معروفة، وأحيانا تعاني من التهميش والتجاهل على عكس بعض البلدان ومنها العربية، التي تعرف كيف تسوّق لمنتوجها وتقديمه كصناعة ثقافية معبّرة عن العمق الثقافي والهوياتي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024