بعد عرض رواية محمد ديب، علاوة وهبي يؤكد:

ايقاظ الضمائر ونشر الوعي مرهون بالعودة إلى نصوصنا

نور الدين لعراجي

أشاد الناقد والمؤلف المسرحي علاوة جروة وهبي بالقفزة النوعية التي قدمها فريق العرض المسرحي المقتبس من مسرحية محمد ديب «الصيف الأفريقي.. الحر المميت» والذي تم عرضه بمسرح قسنطينة الجهوي، منوّها بالانتقال الفني من مشهد إلى آخر والاعتماد على تغيير الإضاءة وأحيانا التركيز على الظلام، من جهة وإضاءة الجهة الاخرى تارة أخرى.
 أوضح الناقد والإعلامي جروة وهبي بأن الذين استخدموا تقنية الاضاءات المتباينة يتعمدون في تحويل المشهد إلى جمود الحركة، وكأنه صورة والانتقال إلى المشهد التالي أي الصورة التالية، ناهيك عن الاحالات العديدة التي اعتمدت فوق الخشبة، بقيت مفتوحة تبحث عن اجابات، ولعلها يقول ذات المتحدث: «جعلت من العرض في مجمله مثير للعواطف» بعد الحملة الشرسة التي اعتمدها المستعمر في تكريس مظاهر البؤس والحرمان إبان الثورة، منوّها في ذات الصدد بالدور الموفق الذي قدمه الفنان محمد دلوم أثناء تأديته لدور صبري ومزواري جمال في حارس المقبرة.
عاد المترجم علاوة جروة إلى رواية «صيف أفريقي» لمحمد ديب التي صدرت، سنة 1959 حيث رصد فيها «أوضاع مختلف الفئات الاجتماعية في الجزائر من العمال إلى المثقفين، بما في ذلك المعمرين بمعني الوضع الاجتماعي بشكل عام، معتمدا على أسرة جزائرية متوسطة الحال تنحدر من مدينة تلمسان، وكان رب الأسرة مثقفا وموظفا عند السلطات الفرنسية ولديه ابنة تدعى زكية متحصلة على شهادة البكالوريا، وتطمح في أن تواصل دراستها بالجامعة إلا انها تصطدم برفض والدها لذلك».
انتقل الناقد علاوة جروة وهبي بين فصول القصة محاولا اسقاط فصولها على ما هو موجود على خشبة المسرح الجهوي بقسنطينة، ليعود إلى عقدة الرواية حين أصر والد زكية ارغامها بالتوظيف في سلك التعليم، بعد أن طلب منها تحرير طلب خطي قصد تقديمه إلى اكاديمية المعلمين، لكن سرعان ما يغير رأيه ويقرر تزويجها بابن اخته صبري السكير»، وهنا تتعقد الامور بعد رفض زكية لفكرة الزواج من أساسها وتدخل في دوامة من الحزن لحرمانها من مواصلة تعليمها، وإرغامها على الزواج من ابن عمتها الذي لا تحبه، فتقرر الهروب لتجد الفرصة في يوم مغادرة الخادمة لبيتهم لعيادة أمها المريضة، وتطلق رجليها في اتجاه الجبل الذي تسكنه مرورا بالمنصورة وبرج المنصورة ومرتفعات لالا ستي ومن هناك تلتحق بمركز المجاهدين.»
للإشارة مسرحية «ليل افريقي» أول عمل يقدم  للروائي محمد ديب، من تقديم الكاتب السعيد بولمرقة، وهو من قام بدور الضابط الفرنسي، أما سينوغرافيا العمل فكانت بلمسة السينوغراف، ومدير مسرح قالمة الجهوي عبد الحليم رحموني، فيما عاد التصميم والإخراج لكريم بودشيش.  
للتذكير محمد ديب لم يكتب للمسرح سوى نصين اشتغل عليهما كل من مسرح تعاونية القلعة في نهاية القرن الماضي، وأعاد مسرح معسكر الجهوي إنتاجه، وقد ترجم الروائي علاوة جروة أحد أعمال محمد ديب إلى اللغة العربية، وصدر ذات العمل في الاردن عن منشورات المجدلاوي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19547

العدد 19547

الأحد 18 أوث 2024
العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024