برزت مواهب جزائرية شابة في الموسيقى، خلال الأيام الوطنية للعزف المنفرد التي جرت فعاليتها بين 16 و19 مارس الجاري، بالمركز الثقافي أولاد يعيش بولاية البليدة تحت شعار «وللتميز نغم»، حيث شارك في الطبعة الثالثة لهذه التظاهرة ما يقارب الـ50 متسابقا يمثلون 22 ولاية، أشرف على تقييمهم لجنة تحكيم ضمت فنانين معروفين على غرار فريد وامان وعبد الرحمن قماط.
أكد محمد دشيشة رئيس المشروع الفني بأن لجنة التحكيم نظمت أدوارا تصفوية عن بعد للمسابقة، وذلك باستقبال فيديوهات بتوقيت زمني بين ثلاثة وخمسة دقائق، تحوي المقاطع الموسيقية لمجموعة من المتسابقين شاركوا في التصفيات التي تم تسييرها افتراضيا على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ليتم في الأخير انتقاء ما يقارب الـ50 فنانا يافعا في الموسيقى يمثلون 22 ولاية شاركوا في الدورة النهائية بالبليدة.
وقد عادت المرتبة الأولى لنسيم كحول الذي يعزف على آلة البيانو والذي شارك في الطبعتين السابقتين للمنافسة، وحاز ابن سكيكدة على المرتبة الثانية في الطبعة الثانية، ليحل في المرتبة الثانية وليد حكيم من تلمسان في العزف على آلة العود، وحظي ابن سطيف اليافع خليل والي بالمركز الثالث والذي يعزف أيضا على آلة «البيانو».
واحتكمت لجنة التحكيم إلى المعايير العالمية المعمول بها في تقييم المتسابقين وتنقطيهم، على غرار الانتماء الموسيقي، العزف الجيد، الموهبة في التفريق بين الطبوع الجزائرية، والإلمام والمعرفة في استعمال آلات العزف، والاطلاع على المدارس الموسيقية الموجودة في العالم. وقال رئيس لجنة التحكيم عبد الرحمن قماط بأن مستوى المشاركين كان جيدا، ما صعٌب عليهم الفصل فيما بينهم بسبب التوجهات المختلفة لهم، وأشار إلى ميول كل منهم إلى طبع موسيقى دون الأخر، فكانت نتائجهم متقاربة جدا.
وصرح المتحدث قائلا: «وقعنا في ورطة، إن صح القول، لأن الجزائر فيها كثير من الطبوع، وهناك مواهب لديها انتماء للموسيقى الغربية، ومنهم من ينتمي إلى الموسيقى العربية والأندلسية وكل مدرسة لها شخصيتها ولها طقوسها..»..
وقد قررت لجنة التحكيم استحداث جائزة للإناث كانت من نصيب المشاركة منال حفاف القادمة من ولاية تلمسان، وذلك لتشجيع العنصر النسوي على المشاركة في هذه التظاهرة الفنية، التي دأبت جمعية الوفاء للنشاط العلمي والترفيهي بالبليدة على تنظيمها.
كما قررت ذات اللجنة استحداث جوائز بحسب الآلات الموسيقية المستعملة، فمن يتخصص في العزف بآلة «البيانو» و»القيثارة» والآلات المتطورة، يتم اشراكه في صنف الموسيقى الغربية الكلاسيكية، أما العازف على الآلات البسيطة مثل القانون والعود والكمان، فيتنافس في إطار الموسيقى العربية والأندلسية. من جهته قال الفنان الجزائري فؤاد وامان بأن الأيام الوطنية للعزف المنفرد كانت بمثابة متنفسا للشباب الذي قدموا إلى البليدة، وجلهم صغار في السن، خاصة بعد جائحة كورونا التي سببت جمودا فنيا لأكثر من سنة، كما أن دور الشباب- بحسبه - لا توفر أجواء مناسبة لممارسة أعمالهم الفنية، وأشار عبد الرحمن قماط المٌلحن الجزائري الذي ألف كتبا في الموسيقى يعتمد عليها في جامعات عربية، بأن تنظيم هذا النوع من المسابقة يسمح بترقية العزف ويتيح للشاب الموهوب تطوير مهاراته، ويتعلم كيف يصنع كثير من الفرح حينما يؤلف قطعة موسيقية.