يواصل الفيلم الروائي «سولا» للمخرج صلاح إسعاد حصاده التتويجي في أعقاب فوزه بجائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان بيروت لسينما المرأة، الذي جرى خلال الاسبوع المنصرم، حيث نال الفيلم المتوج نقاشا مميزا بعد العرض الذي انبهر له الجمهور من المهتمين بالصناعة السينمائية ونقاد الشاشة الكبيرة، في إطار فعاليات مبادرة «لا يعني لا» بحضور المخرج وبطلة الفيلم سولا بحري.
حطّ الفيلم الروائي «سولا» ترحاله الفني بالجزائر واختار عروضه بكل من وهران والجزائر العاصمة، بعد رحلة قادته إلى مهرجانات عربية، حيث توج بجائزة أحسن فيلم في مهرجان بيروت لسينما المرأة، وسيكون جمهور السينما على موعد مع البطلة سولا بحري، ومخرج صلاح اسعاد للحديث عن التجربة الفنية المشتركة في مواعيد ستنظم خلال الايام المقبلة، حتى يتسنى للجمهور المتعطش متابعة أطوار القصة الاجتماعية التي سردتها الرواية في فصولها.
تروي القصة حكاية سيدة في مقتبل العمر، لم يسبق لها أن خاضت تجربة الزواج الشرعي، لكن الأقدار تجعل منها أما عزباء دون إذن، فيكتشف والدها ذلك، ليقوم بطردها من البيت ويكون الشارع مصيرها والتشرد رفيق رضيعها، فلا مأوى ولا سقف بيت وطعام يليق بامرأة في وضعيتها، وهنا تراود البطلة سولا كثير من الافكار كيف بها تضع حدا لحالتها المزرية، وهي تتنقل من سيارة إلى أخرى، أشخاص يحضنونها وآخرون يتعاطفون لحالتها، تتساءل في داخلها متى ينتهي هذا المسلسل؟ .
تحاول سولا في كل مرة تغيير وضعها، إلا أن القدر يخالفها وتبدأ القصة بمخارج وشخوص جديدة، يكتشفها المشاهد ماثلة أمامه في متون القصة التي استطاعت دغدغة المشاعر وتحريكها، في مشهد متضامن مع صغير يدفع ثمن خطيئة لم يكن له فيها أي ذنب، وسيكون للمشاهد الجزائري وقفات مع الفيلم بعد الجولة التي قادته في مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي، حيث نوّه به كثير من النقاد والفنانين، وعلق عليه الناقد طارق الشناوي بقوله: «الفيلم يقدم صرخة امرأة وبطلته سولا بحري أجادت الدور بدرجة كفاءة عالية « بحسب ما جاء في بيان تلقت «الشعب» نسخة منه.
للإشارة الفيلم من انتاج المخرج صلاح إسعاد، بمشاركة الفنانة سولا بحري في كتابة السيناريو، ويقاسمها في البطولة كل من الفنانين الشباب بحري وإيدير، بن عيبوش، فرانك إيفري، وتتولى شركة ماد سولوسيون مهام توزيعه وتسويقه عربياً.
للتذكير سبق وأن قام المخرج صلاح إسعاد بالإشراف على إخراج فيلم روائي آخر والعديد من الأفلام القصيرة، حيث ينحدر من عائلة لها اهتمام كبير في النشر والثقافة بصفة عامة، وهو خريج جامعة باتنة في الحقوق قبل أن يلتحق إلى الضفة الأخرى من المتوسط لمواصلة تكوينه الأكاديمي والسينمائي.
صلاح إسعاد مخرج جزائري، نشأ وسط عائلة من الناشرين. بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة في الآداب واللغات الأجنبية عام 2008، ارتاد كلية الحقوق في جامعة باتنة في الجزائر، ثم هاجر لفرنسا حيث درس السينما لعامين في جامعة باريس الثامنة. ثم التحق بـ ARFIS للوسائل السمعية والمرئية في ليون. وذهب بعدها إلى Factory school في فيلوربان، حيث حصل على دبلوم الإخراج السينمائي.