شجّعت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي أثناء زيارتها التضامنية لجمعية إدماج الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة «حرفة وأمل» بدار عبد اللطيف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، التي احتفت بذوي الهمم من خلال فعالية ثقافية تحت شعار «اكتساب حرفة لضمان المستقبل»، على مدار أربعة أيام 14، 15، 16 و17 مارس الجاري تزامنا واليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث عرفت المناسبة مشاركة 08 أعضاء موزعين بين 04 ورشات، مفتوحة للزوار وبين معرض لبيع منتوجات يدوية مصنوعة بكل دقة وإبداع.
ثمّنت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي جهود ذوي الهمم المنتمين إلى جمعية «حرفة وأمل» الذين فرضوا أنفسهم من خلال ورشات مفتوحة بدار عبداللطيف، حيث أظهروا قدراتهم التي قالت عنها وزيرة القطاع أنها تستحق كل الدعم والمرافقة، كما شجّعت مسعى القائمين عليهم ولم تفوت أثناء تجولها في معرض منتوجاتهم التي انبهرت بدقتها، أن تقدم خدماتها إلى الجمعية مع تسخير كل الوسائل حيال إقامة أي نشاط في المستقبل.
فريق لا يُهزم
استطاع كل من نسيمة، ميكائيل، نسرين، شهلة، حياة، نائل، سليم، سامي، أمينة.. الذين يمثلون أعضاء جمعية «حرفة وأمل» في يومهم الوطني، أن يوثقوا مسارهم التكويني ويترجموا بأناملهم الصامدة في وجه الاعاقة اكتساب الخبرة في الفسيفساء، وفي صناعة الجلد، وفي الرسم على الخشب والزجاج.. لاسيما في صناعة كراسي من مادة الدوم، ويطلوا على المجتمع من خلال دار عبد اللطيف، بمعرض ضمّ منتوجات يدوية مصنوعة بتقنيات عالية الجودة تمّ تصميمها والاشتغال عليها بكل عناية، تحت قيادة نائبة رئيس الجمعية و04 مشرفات متطوعات في التكوين والتعليم، في مقرّ تتكفّل ثلاثة عائلات بتسديد أجرة كرائه سنويا.
استقرار وتيرة التكوين
وفي ذات السياق، صرحت نائبة رئيس جمعية «حرفة و أمل» ليندة دراعة لـ»الشعب» أن الفعالية التي احتوتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، والتي جاءت تحت شعار «اكتساب حرفة لضمان المستقبل»، عرفت على غرار معرض لبيع منتوجات المشاركين المتعدّدة الأصناف والمواد، تنظيم ثلاثة ورشات «ورشة الفسيفساء»، «ورشة صناعة الجلود» و»ورشة كراسي ومقاعد من مادة الدوم التقليدية»، إضافة إلى ورشة الرسم على الزجاج والخشب المفتوحة التي جاءت على هامش اختتام الفعالية مساء أول أمس الخميس.
كما أضافت المتحدثة بأن الجمعية تشجّع من خلال هذا المعرض بما فيه الورشات، كل الأسر والعائلات المعيلة لأفراد من هذه الفئة التي تحتاج إلى الالتفاف نحوها لدعمها وتأطيرها وتكوينها، وبالتالي تدفعهم وتحثهم إلى إدماجهم في مصف التكوين المتنوع لاكتساب مهارات في الصناعة وفي سائر التقنيات المرافقة، وهذا لتفجير طاقاتهم وقدراتهم الكامنة التي تراهن عليها وبشدة في ضمان حرفة المستقبل،لاسيما المساهمة في الاقتصاد الوطني.
كما أشارت ليندة دراعة إلى التحديات التي ترفعها هذه الفئة التي اعتادت أن تعمل بكل حب وإرادة وحماس وإتقان، في مقر يتكون من 04 غرف وبهو، تتصدّره حديقة صغيرة الكائن بحي عمارة رقم 07 الشراڤة، كما جاء على لسانها في هذا السياق: «لقد تعود أعضاء الجمعية المنتسبين إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة على نمط التكوين والتعلّم في مقر الجمعية التي تتكفل على دفع كراءه سنويا، ثلاثة أسر تنتمي إلى ذات الجمعية، من أجل ضمان الاستمرارية في النشاط وتجنبا لأي تهديد بإخلاء المكان عند التأخر في دفع أجرة الكراء، فلقد ناشدنا أكثر من مرة المعنيين بالأمر في تأمين مبلغ الكراء، ولحدّ الآن لم يصلنا أي رد على مطلبنا الذي نرفعه بدورنا من خلال منبر جريدة «الشعب» وفي أيام تشارك فيها الجزائر في تحدي ذوي الهمم، وتشجيعا لقدراتهم قدمت لهم امتيازات عدة».
وأضافت بأنهم يأملون أن تلتفت إليهم الجهات المعنية، وأن تنظر إلى هذه العناصر الخدومة التي راهنت من خلال هذه الأيام على إعطاء الوجه المشرّف لكل معاق، الواثق من نفسه ومن فرض ذاته في المجتمع، وخير دليل على ذلك تقول تلك المنتوجات التي لاقت التشجيع وباتت مطلوبة بكثرة ككراسي ومقاعد الدوم وطاولات الفسيفساء المتنوعة».
التطوّع رهان المرافقة
ومن جهتهما نوّهت كلا من المشرفتين المتطوعتين، على غرار الأخريات دريج منيرة وخيار رفيقة، إلى المساهمة في الأخذ بيد هذه الفئة التي وصفتاها بالواجب تجاههم، حيث ذكرتا في ذات الصدد، بأن الإرادة التي يتحلى بها شباب الجمعية، كانت سببا رئيسيا في إشرافنا على تكوينهم في فن الفسيفساء وصناعة الطاولات والتحف، إلى جانب إكسسوارات تدخل في ديكور غرف المعيشة، إضافة إلى صناعة الجلود المتمثلة في صناعة الحقائب ومحامل بعدة أشكال وحاملات المفاتيح، ونماذج لأغلفة مخصصة للقرآن الكريم.
وأشارتا بأن دور المشرفات حاليا منوط بمرافقة مسار هذه السواعد المتحدية لإعاقتها، كما جاء على حدّ قولهما في هذا السياق: «بدأنا نرى فيهم بوادر خير وهذا رغم قلة الإمكانيات وغلاء المادة الأولية، لاسيما عدم الالتفات إلى جهودهم المبذولة التي تستحق التثمين والإشادة والخروج إلى المجتمع بحرفة يكسبون منها أجرة يومهم، ولم لا يساهمون في استثمار قدراتهم في الانتاج والاقتصاد الوطنيين».