يتوقّع المتهمون بالشأن الثقافي وطنيا ومحليا، صدور قرار وزاري يتعلق بتصنيف الحظيرة الأوراسية الثقافية «شرفات غوفي» كحظيرة وطنية تستفيد بذلك من الحماية القانونية الخاصة بها، وذلك بمجرد صدور القرار في الجريدة الرسمية بعد نضال كبير من طرف عشاق الآثار والباحثين فيه، حسب ما أفادت به مصادر رسمية من الثقافة والفنون بباتنة.
أوضحت ذات المصادر، أن القرار الوزاري من شأنه الحفاظ على الذاكرة الثقافية والتاريخية الجماعية للجزائريين، التي تتوفّر عليها هذه الحظيرة المفتوحة على الهواء الطلق والتي تضمّ 30 بلدية من مناطق الأوراس الكبير، تتوزع على ولايتي باتنة وبسكرة، حيث تتحوّل سنويا إلى محج لآلاف الزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن، وكذا من خارجه للاستمتاع واكتشاف شرفات غوفي الساحرة.
وأشارت مديرية الثقافة والفنون بباتنة إلى أن فكرة تصنيف الحظيرة تعود لعدة سنوات خلت، وجدت طريقها للتجسيد في عهد الوزيرة مليكة بن دودة التي زارت المنطقة وتفاعلت مع موروثها الثقافي العتيق والنادر، ليتمّ بعد ذلك تصنيفها كحظيرة أوراسية ثقافية، وذلك من طرف اللجنة الوطنية لتصنيف الممتلكات الثقافية، وذلك نظرا لأهميتها الكبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي المادي واللامادي لمنطقة الأوراس، خاصة تلك المحيطة بشرفات غوفي.
وكانت الحظيرة قد شهدت في السنوات الأخيرة عمليات تعرية وتخريب بسبب عوامل طبيعية، وأخرى بشرية ما استدعى التعجيل بعملية تصنيفها لتستفيد من الحماية القانونية، وذلك بعد رفع التحفظات بشأنها عقب استجابة مصالح بلدية غسيرة لها تتواجد بها الشرفات.
وسيساهم تصنيف الحظيرة أيضا في تشجيع مختلف الصناعات التقليدية الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى مساعدة الحرفيين ودعمهم للترويج السياحي للمنطقة، وذلك عبر إقامة النشاطات الفنية والمعارض الثقافية وتعريف الزائرين بثقافة سكان المنطقة الممادية ولامادية، خاصة في أيام العطل ونهاية الأسبوع، أين تشهد المنطقة توافدا قياسيا للسياح، خاصة وأن الشرفات تتوسّطها مناظر طبيعية خلابة وساحرة، وتتميز بسكناتها الطينية المترامية الأطراف.