نورة بوزيدة في حديث عن المجاهد طاهر قايد

مناضل ثائر كتب عن السعادة وهو تحت العذاب

أمينة جابالله

تناولت الناشرة نورة بوزيدة ومضات عن مسيرة المجاهد الكاتب طاهر قايد، وذلك أثناء نزولها ضيفة على الفضاء الثقافي بشير منتوري، حيث جالت عبر صفحات «كتاب ذكريات الحياة السعيدة رغم الآلام»، ووقفت عند أحداث كتبها هذا الرجل الذي عشق النضال منذ صغره، وصمم على المضي في درب الثوار الذين أجمعوا وعزموا على انتزاع الاستقلال واسترجاع حرية الجزائر من المستدمر الفرنسي الغاصب.

أهدت الناشرة نورة بوزيدة صاحبة دار النشر «ثمرة» من خلال اللقاء الأدبي الذي استعرضت فيه قراءة في كتاب «ذكريات الحياة السعيدة رغم الآلام» للمجاهد الكاتب طاهر قايد، وهو رسالة إلى الشباب الجزائري الذي هو اليوم على موعد مع مناسبة تاريخية كُتبت فصولها بالدم والنار، ألا وهي إحياء ذكرى عيد النصر 19 مارس، حيث نادت جيل الحرية بتقصي حياة أبطال الوطن والاقتداء بآثارهم، وحثتهم على ترك تتبع أفكار الغرب كي لا ينتج هناك فجوة تحول بين مستقبلهم الذي بني على أمجاد الماضي، كما قالت، «إن كفاح اليوم مختلف عن كفاح الأمس فإذا كانت هناك قطيعة سيكون المجال مفتوح لمستعمر جديد».
وذكرت الناشرة، بأن طاهر قايد الشخصية المعروفة في الوسط الدبلوماسي والإبداعي والتاريخي، كان يعيش بالأمل والسعادة حتى وهو في عز الألم، كما جاء على لسانها: «لقد عاش هذا المناضل الفذ أغلب أيام نضاله في السجن، حيث تعرض للتعذيب في عدة معتقلات، والتي مازالت شاهدة على غطرسة الاستعمار، مثل سجن البرواڤية وتيارت وسركاجي وغيرهم، ومع ذلك قاوم بسلاح الأمل في الحرية التي كبرت فكرتها وتبلورت حدودها وتجسّدت بالإيمان بها وبمعطيات الروح الوطنية وتحققت في الواقع الذي كان بالأمس حلما».
وفي نفس السياق، توقفت المتحدثة عند مرحلة الصبى للمجاهد طاهر قايد، وفصَّلتْ في طريقته الذكية في النضال التي اتخذها رفقة ابن الشخصية التاريخية مصالي الحاج عراب الفكر الثوري في الجزائر، والأب الروحي لأبرز الشخصيات التاريخية التي فجرت ثورة نوفمبر المجيدة، وسردت عن مغامراته وشجاعته أثناء قيامه بمهمة إلصاق منشورات ثورية على جدران الشوارع، وعن فطنة وحنكة شقيقته الصغرى الشهيدة مليكة قايد، التي ساهمت في إتمام المهمة بنجاح.
كما أضافت الناشرة بأن المجاهد طاهر قايد المتوفي في جويلية 2019، والذي اختار سرا وعلانية حرية فكره، كان يملك أخلاقيات الحياة، وذو قيم راسخة أهمها التواضع، الإيمان بقوة الفكرة، فهو رجل كانت تقوده أفكار لا إيديولوجيات أو حسابات مالية، كافح بضمير وطني، الذي خوّله أن يتقلد منصب سفيرا للجزائر في 05 بلدان إفريقية، وله بصمة مؤثرة في مؤلفاته الغزيرة، قائلة إن ما ميّزه في ذلك تمكنه من اللغة الفرنسية إلى جانب إصدارات حول تفسير القرآن الكريم التي اشتغل عليها بعد تقاعده، وكرس حياته في دراسة القرآن وفق نظرة عصرية مستقبلية ذات مرجع أصلي، وهو ما لخصته صفحات أول إصدار له المعنون بـ»الإنسان وحقوقه في القرآن».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024